X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

صاحب إرث لا يوصف إلا بمفردات الكرامة والاخلاص للناس، كل الناس

admin - 2025-06-11 21:24:02
facebook_link

اهلا

صاحب إرث لا يوصف إلا بمفردات الكرامة والاخلاص للناس، كل الناس
هشام نفاع
اﻷربعاء, 11 حزيران/يونيو, 2025
لا نحتاجُ لإسهاب كي نصف صعوبة الكتابة عن رمزٍ سياسي ووطني وأدبي، حظيتَ أن تراه عن قرب كشخص، كإنسان، كرفيق كبير.
لهذا، اخترتُ الحديثَ عن عدة مواقف متصلة بتوفيق زياد، وربطها بإرثه ودربه الفكريين السياسيين.
كان آخر هذه المواقف قبل خمسة أيام.
في قلب الناصرة، وفي شارع توفيق زياد تحديدًا، حشدٌ من الحناجر الفتيّة لمن وُلدوا بعد رحيله بعقدين على الأقل، حناجر تهتف وتصدح وتتحدى:
"علّمنا زياد وقال، أمريكا راس الحية".
أتمعّن فيهم، وطفلي معي يتابع بدهشةٍ أوركسترا الشبيبة الشيوعية، أتمعّن في الوجوه الطفلة والفتية والشابة التي تمشي في درب هذا القائد وعلى درب هذا القائد، الذي ارتبط اسمه وفعله وإرثه بواحدٍ من أكثر أيامنا بهاءً وإشراقا، حين هتف من حنجرة الشعب باسم الشعب ولأجل الشعب إن: الشعب قرر الإضراب؛
وتسجّلت مأثُرةٌ كبرى هي يوم الأرض الخالد، هذا اليوم الذي سجلته الجماهير العربية على التقويم الوطني والأممي للنضالات. الثلاثون من آذار، الذي كان في قلب صنّاعه توفيق زياد، تُحيَى ذكراه وإرثه ورسائله اليوم سنويًا في كل أصقاع الأرض.
الموقف الثاني كان في جامعة حيفا. كنا طلابًا في سنواتنا الأكاديمية الأولى، خلال نشاط سياسي نظمته نقابة الطلاب تزامنًا مع انتخاباتٍ للكنيست، حضر إليه قادة من شتى الأحزاب لمخاطبة الطلاب. وكان هناك توفيق زياد.
كانت حركاتنا السياسية في كل انتخابات، سواء للجنة الطلاب العرب أو النقابة العامة أو الانتخابات العامة، تعيش نقاشات حادة وسجالات حامية؛ لكن في ذلك اليوم تأجّل كل هذا استماعًا موحَّدًا لكلمات أبو الأمين ومشاهدةً للغة جسده الخطابية التي تشكل واحدة من أدق الترجمات البصرية لمفردة الثوري الثائر حامل هم الناس إينما حلّ.
قبلها بسنوات قليلة في بيت جن، نظمنا اجتماعًا شعبيًا لمناسبة لا أذكرها بدقة. كعادتنا وضعنا نحو خمسين أو ستين مقعدًا بلاستيكيًا. مع اقتراب الساعة المحددة للاجتماع بدأ يتوافد جمهور لا يشارك بكثافة عادة في مثل هذه النشاطات. شيوخ كبار من مختلف العائلات، بوقارهم، بعماماتهم البيضاء وبتؤدة مشيتهم الرزينة، بدأوا بالتوافد، لأن ضيف الاجتماع أبو الأمين. ضيف البلد كلها أبو الأمين.
عندها فهمت عمق معنى ما سمعته من أحد جيران بيت جدي لصاحب دكان الحارة: "بقولوا أبو الأمين جاي عالبلد اليوم".
وكم كنا ممتلئين قوة وفخرًا وفرحًا. فهذا هو وجهُنا حامل ملامحنا.
تعرفت، صغيرًا، على اسم توفيق زياد مثلما تعرفت على أسماء مشرقة وكبيرة من جماهيرنا. لا أتذكر متى، لكن الأكيد أني تعرفت عليه من جريدة "الاتحاد". وتذكرت مقابلة تعود لأيار 1983، كنت قد قرأتها لاحقًا في أرشيف الجريدة تطرّقتْ لعلاقته بها، بالجريدة.
سأله المحرر: متى قرأت الاتحاد أول مرة؟
فقال: قرأتها منذ العدد الأول، وكنت آنذاك طالبًا في المدرسة الثانوية.
وردا على سؤال: كيف تطورت علاقتك بالجريدة قال: "لقد تعمق ارتباطي بها يومًا بعد يوم، خصوصًا حين بدأت أشتغل عاملًا بأجرة. حين انضممت إلى الحزب بدأت أيضًا أوزعها. وزعتها لفترة طويلة. وقد عملت محررًا فيها لمدة أشهر ثم تسلمت مسؤولية رئاسة تحرير مجلة "الجديد".
في المقابلة نفسها يقول توفيق زياد:
"من الواضح أن قضية ممارسة الشعب الفلسطيني حقه في تقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية هي قضية وقت. ونحن من جهتنا نريد أن يأتي الحل في أسرع ما يمكن من وقت كي نوفر على شعبنا وعلى الشعب اليهودي في إسرائيل الضحايا غير اللازمة التي لن تغيّر في النتيجة في نهاية الأمر".
كلمات كأنها تُقال اليوم، عنّا جميعًا، وعن الأفق الأقرب للخروج من الكارثة التي تعصف بنا.
ختامًا وقفة شخصية. جنازة توفيق زياد. أسير خلف أمي وأبي، للمرة الثانية في حياتي أرى دموعَ هذا الرجل. ستنقضي حياة بأكملها وسأظلّ أذكر أنني رأيت دموع والدي طيلة حياته مرتين فقط، مرة على أبو الأمين ومرة على والدته، جدتي. دموع الرفاق على الرفاق، خيطٌ من ماء ورد يجمع الخاص بالعام، الشخصي بالسياسي.
ما أبهى من يصنع إرثًا لا يُقاس إلا بمفردات الكرامة والرأس المرفوع والإخلاص للناس، كل الناس، بصفتهم الوطنية والقومية والأممية معًا. وما أسخى من أعطى كل ما فيه وليس فقط كل ما لديه، لدربٍ لا زال في كل مفترق يجمع جيل اليوم بجيل الأمس فجيل الغد. تتقادم الأيام وتتقدم، فلا تزداد صورة أبي الأمين إلا شموخًا.
*الكلمة في أمسية بعنوان "توفيق زياد: القائد والشاعر والإنسان، عُقدت الشهر الفائت في مقهى "المكوى" في حيفا، بالتعاون بين مؤسسة توفيق زيّاد للفنون والثقافة ومديرية المساواة في بلدية حيفا، وذلك تزامنًا مع الذكرى الـ 96 لميلاد توفيق زيّاد (7 أيّار 1929 - 5 تمّوز 1994).



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو