
















اهلا
أينما تواجدتُ، سواءً في حفلات الأفراح أو في بيوت العزاء أو في الحانوت أو في المجمّع التّجاري أو في النّوادي الثّقافيّة يسألني مواطنٌ (ة) من أبناء أو بنات شعبنا: ماذا عن القائمة المشتركة؟ متى يتّفقون؟
نسمع في صباح كلّ يوم في نشرة الأخبار عن جريمة في مدينةٍ عربيّة أو في قرية عربيّة. كم سيبلغ عدد قتلانا هذا العام؟ كما أنّ ثلاثين ألف عربيٍّ هاجروا الى الدّول الأوروبيّة في العام الأخير بحثًا عن الأمن الشّخصيّ، وهؤلاء المهاجرون هم من الطبقة الوسطى ويحقّقون في هجرتهم مخطّط حكومة اليمين يمين، حكومة نتنياهو وبن غفير وسموطرتش.
بلغ السّيلُ الزّبى.
إذا كان العنف في مجتمعنا، القتلى والجرحى والخاوة، لا يدفع الأحزاب الفاعلة في هذه الأقليّة العربيّة الى الوحدة وتشكيل القائمة المشتركة فلماذا لا تدفعهم أيضًا جرائم المستوطنين في الضّفة الغربيّة والاعتداء على الفلّاحين وحرق أشجارهم وسيّاراتهم والاستيلاء على حقولهم وكرومهم، ولماذا لا تدفعهم الاقتحامات اليوميّة للمسجد الأقصى والتّخطيط لهدمه، ولماذا لا يدفعهم ما جرى ويجري في قطاع غزّة من إبادة ودمار وتجويع؟
أعادتنا هذه الحكومة الى أيّام الحكم العسكريّ ونحنُ نلمسُ ملاحقة السّلطات للطلّاب العرب في الجامعات ولكلّ عربيّ يكتب جملةً أو كلمة ضدّ الاحتلال وجرائمه حتّى صار الحديث عن السّلام جريمة وصارت المطالبة بإيقاف حرب الإبادة لشعبنا جريمة والتّحدّث عن المساواة جريمة كبرى.
صادرت هذه الحكومة ما تمتّعنا به في السّنوات السّابقة من ديموقراطيّة -على الرّغم من قلّتها- كما أنّها خنقت سلطاتنا المحليّة والبلديّة.
الويلُ ثمّ الويلُ إذا بقيت هذه الحكومة العنصريّة الفاشيّة لفترةٍ ثانيّة فعندئذ سترتكب جرائم ضدّ هذه الأقليّة. سترتكب جرائم ضدّ الأطّباء والصّيادلة والممرّضين والعمّال ورجال الأعمال والطّلاب والفنّانين وكلّ ما هو عربيّ حتّى الكلمة العربيّة والحرف العربيّ.
الويل لنا ثمّ الويل لنا إذا بقيت هذه الحكومة فترة أخرى.
تدّل استطلاعات الرّأي على أنّ الأكثريّة السّاحقة من النّاخبين العرب تريدُ قائمة مشتركة فالكثيرُ من النّاس ينتخبون الوحدة وليس الأحزاب كما أنّ استطلاعات الرّأي تشير أيضًا الى أنّ مشاركة 70% من النّاخبين العرب في الانتخابات القادمة سوف تمنع عودة حكومة اليمين يمين الى الحكم.
الاطاحةُ بحكومة اليمين يمين في صندوق الاقتراع تتّم فقط إذا شاركَ النّاخبون العرب بأعداد كبيرة في الانتخابات القادمة فهناك أملٌ كبير بألّا يعود نتنياهو وبن غفير وسموطرتش الى الحكم.
من أجل وقف العنف في مجتمعنا، ومن أجل السّلام والمساواة وإنهاء الاحتلال، ومن أجل الدّيموقراطيّة، ومن أجل حياة أفضل، ومن أجل البقاء في الوطن، ومن أجل مستقبل أولادنا وأحفادنا على كلّ حزبٍ من الأحزاب الأربعة أن يقدّم تنازلات من اجل إقامة القائمة المشتركة.
لا بدّ من أن تقوم القائمة المشتركة ولا بدّ من أن نشارك مشاركة واسعة في الانتخابات فالأمرُ بأيدينا وحدنا.
أجل. الأمر بأيدينا وحدنا.