اهلا

الحق يمشي ولو على رمشي – هادي زاهر

إلى متى سنبقى معجونة بأيدي أجهزة السلطة

المستوطنون يقتلون ويقتلون وينهبون ويبنون بدون ترخيص على أراضي غيرهم...(وجنودنا) لا يستطيعون البناء على أراضيهم الخاصةّ

المعجونة

مر عقود من الزمن منذ طلبت أجهزة السلطة من رؤساء المجالس الدرزية أن ينفصلوا عن السلطات المحلية العربية، كان التعليل: انكم تخدمون في الجيش ولكم مشاكلكم الخاصة لذا ستحصلون على مستحقات أكثر مما ستحصل علية بقية المجالس العربية، وماذا كانت النتيجة؟ كاتب هذه السطور كان عضوا في المجلس البلدي أثناء دمج دالية الكرمل ومجلس عسفيا المحلي وكنت آنذاك في عدة لجان من بينها اللجنة المالية وكنا قد أجرينا بحثا ميدانيا ومقارنات تبين خلالها أن بقية القرى العربية تحصل على مستحقاتها أكثر مما تحصل عليه المجالس الدرزية، وماذا علينا أن نفعل في ظل هذه الحقيقة الصارمة؟ هل سنبقى كالمعجونة في يد طفل يدورها كما يشاء، أم اننا يجب أن نعود إلى شعبنا، إلى اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية؟

الجنود الدروز

عصابات المستوطنين تحرق المنازل والسيارات، تقتلع أشجار الزيتون، وتغتصب الأراضي لتبني عليها منشآت غير قانونية، وهو ما تعترف به الحكومة نفسها. كل هذا يحدث تحت رعاية مباشرة من الجيش، وبعيدًا عن المسرحيات السياسية الإسرائيلية التي تزعم معارضة هذه الأعمال العدائية.

في المقابل، يُحرم (جنودهم الدروز) حتى من رخص البناء، مما يجبرهم على تشييد مساكن على أراضيهم الموروثة أبًا عن جد. بينما تحظى المباني التي بناها المستوطنون على الأراضي المنهوبة - بدون ترخيص - بشوارع ممهدة وتوصيلات للكهرباء والمياه، تظل المباني التي بنيناها نحن على أراضينا محرومة من الكهرباء ومما يؤدي إلى القلق والملاحقات القانونية العرقوبية، والغرامات التي تشل شبابنا، وأحيانا تؤدي إلى الطلاق وحتى الانتحار! ومن لا يرى من الغربال اعمى، أعضاء الحكومة والمسؤولين يزورون قُرانا باستمرار ويتظاهرون بالود: "نحن نحبكم، وبيننا وبينكم حلف دم" يتبع ذلك عناق ووجبة غداء فاخرة تزخر بكل ما لذ وطاب. إلى متى سنبقى متعلقين بحبال الهواء؟

عربدة الضفدع

عضو الكنيست تالي غوتليب، من الليكود ما أن يتوجه أحد أعضاء الكنيست العرب نحو المنصة حتى تبدأ بالصراخ الاهوج: "داعم للإرهاب.. مكانك ليس في البرلمان الإسرائيلي اذهب إلى غزة إلخ من اقوال سخيفة" ثم تنهض من مكانها وتتوجه نحو المنصة وتبدأ بالعربدة دون ان يوجه لها رئيس الجلسة تحذيرًا حقيقيًا؟! تطلب من أعضاء الكنيست العرب أن لا يتكلموا باللغة العربية، عضو الكنيست عن الجبهة سمير بن سعيد قال ردًا عليها: "اسكتي يا تالي، كل قبيلة فيها هبيله" وكنت قد اقترحت على الرفيق أيمن عودة أن يوجه لها جملة مقتضبة تقول: "طلع ضفدع من المستنقع يقعقع" ويترجم لها هذه الجملة لعلها تخرس.

المصرف

كانوا يريدونك أن تكون.. دميتهم المدللة.. وفي لحظة من جنون.. رأينا حياتك الجديدة من بعيد مقبلة.. وصرت مسؤولا فتلك هي المهزلة.. كنت جميلا وبهي كما السنبلة.. كنا ننطر إليك في انبهار.. وكانت بقدومك تشرق شمس النهار.. ومن بعد ما جعلوك كثير الأهمية.. طوروك ولكنهم جردوك.. من الشهامة والحميّة.. تلك هي المسألة صرت الغباء والبلادة.. تمشي على قدمين.. وأصبحت فيك القيادة.. خرساء بكماء بلا عينين.. يا أيها الطبل الأجوف.. ماذا دهاك لتكون الغباء.. خمس نجوم.. وتفرعت فيك ومنك القذارة.. وتبث السموم.. جعلوك البالوعة والمصرف.. وأنت طوّرت السوء فيك بكل جدارة.. و تناسلت فيك ومنك الحقارة.. وفقدت الكرامة والحياء.. وتكذب على اليمين.. كما على اليسار.. و عدالتك الوحيدة.. أن تكذب على الجميع.. بنفس المقدار.. وكل آراءك السديدة.. تعتقد كل ما حولك قطيع.. تهش عليه بعود قصب.. ولا عجب لا عجب.. أنت للنذالة ولد مطيع.. وللحقارة بئر وسيع.. تتسع رجس الكون.. فتذكر أنت لست سوى بالون.. ومهما حاولت تظلّ وتبقى.. رأس دبوس رفيع.. يجعل رائحتك الكريهة.. من كل لون.. تلوّث كل الجهات والأمكنة.

الحقيقة بكل وضوح

هناك من المساكين، والجاهلين يعتقد باننا بعيدين جدًا عن مخططات الحركة الصهيونية والتي تبغي تهجير كل العرب بلا استثناء، العملية بدأت في غزة وهي مستمرة في الضفة الغربية وفي النقب ايضًا لمن لا يعرف، فإذا لا سمح الله وفازت هذه الحكومة في الانتخابات فلا تستغربوا إذا بدأ التحرش فينا نحن العرب في الجليل والكرمل والساحل، وهذا البرنامج ليس سريًا، يجهر به أعضاء الكنيست من اليمين بدون خجل، القوانين العنصرية ستشرع وقد كان قانون القومية الذي يستثني كل من هو عربي بمثابة تهيئة لما هو قادم، ترى هل سنبقى في بيوتنا دون ان نخرج إلى صناديق الاقتراع لنتيح لهم تنفيذ ما يبتغونه؟

على كف عفريت

تفكر هذه الحكومة في أساليب يمكنها أن تضرب المواطنين العرب في هذه البلاد، ضمن مخططاتها الجهنمية تنوي إعادة ضريبة الأملاك " الارنونه" ومن شأن هذه الخطوة أن تقصم ظهور الفقراء أصحاب الدخل المحدود الذين بالكاد يستطيعون تمرير حياتهم اليومية، وماذا يمكننا أن نفعل في ظل هذه النوايا التي تبيتها هذه الحكومة التي كل همها هو أن تضرب المواطنين العرب لتسهيل تهجيرهم، هل الهروب من الحقيقة والتزام بيوتنا هو الحل لا سيما وان عرب هذه البلاد هم 21% من المواطنين ولم يتبقى لهم سوى 2،5% من الأرض، قسم من هذه النسبة البسيطة يقع تحت نفوذ السلطات المحلية اليهودية، استيقظوا يا أهلنا قبل فوات الأوان.