
















اهلا وضعت هنا قبل أسبوعين تقريباً خارطة لأراضي فسوطه تعود الى أوائل الثلاثينيات من القرن المنصرم. ثم كتبت بجانبها بعض الكلمات المذيّلة بمسرد لجميع أسماء الأراضي التي استطعت التعرف اليها (على الخارطة) قبل أن تحلّ مكانها أسماء أخرى وتُمسح هذه من ذاكرتنا الى الأبد (أنظر البوست السابق هنا:
https://www.facebook.com/E.R.Khoury/posts/10221305022709529
لم تكن تلك الخارطة تحتوي على جميع أسماء البقاع والأراضي بجانب فسوطه (ودير القاسي أيضاً)، فهناك أسماء لم تدوّن لصغر البقعة التي تشير إليها أو لعدم وصولها - في تقديري - الى من رسم هذه الخارطة أو الى مصادره. فضلاً عن هذا، فهناك أ سماء قد تكون أضيفت في مرحلة لاحقة الى تلك الأسماء، وأخرى قد تكون اختفت لابتلاع المساحة العمرانية لها مع تمدّد القرية في الجهات الأربع.
أسماء الأراضي إذاً ليست خالدة، ولكنها كما قلت سابقاً جزء من تاريخ آبائنا وأجدادنا. وضياعها في هذا هو ضياع جزء من هذا التاريخ الذي يحرص عليه الكثيرون منّا لأنه امتدادنا وعمقنا في هذه البقعة من الأرض الطيّبة.
في الأيام الماضية، وعلى هامش أبحاثي في تاريخ بلادنا، وقعت في يدي خرائط أخرى، منها هذه الصورة المرفقة لخارطة أكثر وضوحاً لأسماء أراضي فسوطه ودير القاسي في المناطق المتاخمة لهما. هذه الخارطة تم الانتهاء من إعدادها سنة 1940، وتمّت مراجعتها واعتمادها سنة 1941، أما المسح "الطوبوغرافي" للأماكن فلقد تمّ في سنة 1932، إبّان فترة الانتداب البريطاني على بلادنا.
قد تكون بعض الأسماء الواردة في الخارطة الأولى ليست موجودة هنا، ولكن معظم الأسماء موجودة بالتأكيد، وهي قد تصلح كنواة لعمل أكبر (لا طاقة لي به وحدي اليوم) يستطيع أن يرسم خارطة القرية ويضع جميع الأسماء عليها بشكل واضح من خلال "مقياس رسم" اكبر، بحيث لا يغفل الاسماء التي سقطت من يد الزمن. هذا العمل، كنت قد تمّنيته سابقاً على "المجلس المحلّي"، وأعتقد بأن هذه المؤسسة هي التي عليها الاضطلاع به، وهي الأقدر على إنجازه بما يتطلب ذلك من رصد بعض المبالغ المالية له.
الخارطة المرفقة إذاً - كما ترون - تتضمّن الكثير من أسماء الأراضي لفسوطه ودير القاسي، حسب اصطلاح أهل القريتين في ذلك الزمن على تسميتها، بالإضافة الى أسماء أراضي بعض القرى المهجّرة في الشمال (المنصورة، طربيخا، النبي روبين، وإقرث).
في النهاية، لم أترك هذه الخارطة دون رسم أسماء الأراضي باللغة العربية عليها، ففي هذه البقاع كانت "الأرض بتتكلّم عربي" في ذلك الزمن، ولكنّي لم أرسم بالعربية جميع الأسماء بل حاولت بقدر الامكان الاكتفاء بالاسماء التي كان لأهل فسوطه بها صلة (حسب معرفتي وبمقدار سماعي لهذه الأسماء). بل ان هناك بين الأسماء ما حيّرني ولم أتأكد تماماً من حقيقته، لذلك وضعت بجانبه "علامة استفهام".