
اهلا
بدأ الهجوم على قالونيا الساعة الثانية من صبيحة مثل هذا اليوم من العام 1948 من مجمع " ارزا" بالقرب مستعمرة موتسا المجاورة بقيادة الإرهابي اوري بن اري, حيث نصب أعضاء عصابة البالماح "راجمة دافيدكا" هناك وبدأوا بدك القرية بينما الأهالي نيام. وبعد ذلك بدأ الهجوم على البلدة من اتجاه قرية القسطل, كانت التعليمات تفجير بيوت القرية ومحوها عن الأرض, تنفيذ مجزرة لإرهاب أهالي البلدة وطرد وتهجير الباقي.
الهجوم على قالونيا كان بعيد مجزرة دير ياسين واحتلال قرية القسطل المجاورتين واستشهاد القائد عبد القادر الحسيني, كان الهجوم على القرية متوقعا ولذلك كان قد تركها الكثير من أهالي البلدة, لعل ذلك أنقذهم من مجزرة اكبر مما حصل. كان لا زال في القرية بعض المتطوعين احدهم بريطاني يدعى تيلور, بالإضافة إلى عدد قليل جدا من المتطوعين من العراق ومصر ويوغسلافيا.
كانت تعليمات قائد العصابات الصهيونية إطلاق النار على كل ما يتحرك في القرية, كانت بداية الهجوم على بيت مكون من طابقين وقتل كل من فيه, في مذكراته يكتب الإرهابي اوري بن اري : " وصلنا إلى الحائط الشرقي للبيت, رجال الاستطلاع ادخلوا قنبلتين الى الطابق الأرضي, وانأ نجحت في إدخال قنبلة إلى الطابق الثاني, انفجار هائل, تقريبا في نفس الوقت, اقتحمنا البيت وأعدمنا بعض رجال العصابات ( القصد سكان البيت ). في الطابق الأرضي وفي الطابق الثاني أعدمنا كل ما كان يتحرك ولم نقم بتعداد الجثث.. نيران العدو انتهت تقريبا بالكامل, عدا بعض النيران المتفرقة داخل القرية, واضح أن نيران رجالنا طهرت البيوت.... مع آخر الجنود الذين غادروا القرية وصلت مع خلية القيادة إلى الشارع الرئيسي. رجال المتفجرات تركوا الشارع الرئيسي ليبدأوا مهمتهم, تفجير كل بيوت القرية".
ويضيف الإرهابي اوري بن اري في مذكراته: "جلست على ناقل مياه, مع باقي الجنود نشاهد منظر تفجير البيوت , أهم ما في الأمر إنني رجل كيبوتس, مزارع, عاشقا للأرض, لكني لم أتردد للحظة في فكرة تفجير بيوت القرويين, تنمحي قرية, عش القتلة, ولكن تعيش القدس وسكانها, هكذا ببساطة فكرت ولكنه حقيقي".
من احد البيوت التي تم تفجيرها كانت يخرج صوت بالانجليزية يطلب المساعدة help help, كان هذا صوت البريطاني تيلور, كان يشكو من إصابة في جسده, اقترب منه رجال البالماح وبدل أن يسعفوه قاموا بإطلاق النار عليه وقتله.
خلال الهجوم تم أسر احد المتطوعين العراقيين, كان يحمل مسدسا, صرخ نحوه احد رجال البالماح ان يستسلم ويسلم سلاحه وهكذا حصل, بعد أسره تم إطلاق النار عليه وإعدامه, وبعد ذلك اخذوا أيضا ملابسه وحذائه.
لا نعرف عدد شهداء مجزرة قالونيا, لكن من الواضح أن الحديث عن عشرات, جزء منهم من أهالي البلدة وأخر من المتطوعين.