
اهلا - الجزء الثاني - قاسم بدارنة
المطران - الانطلاقة.
ولد جورج سليم حكيم الأبن الثالث وبعده ابنتان، لخوري قرية مصرية تعدادها 1،200 نسمة. الأهل (الأصل من حلب) تعارض توجهه الديني، ولتكون فخورة بعد تعيينه خوري في القدس.
عام 1943 يقوم البابا بتعيين الخوري حكيم مطراناً، ليكون أصغر مطراناً في العالم (بجيل 34 سنة).
في أذار 1946، وكممثل عن الهيئة العربية العليا، يقف أمام لجنة التحقيق البريطانية-الأمريكية، ويُصرح بأن المسيحيين في فلسطين ليسوا بشعب مستقل، وأنهم كالمسلمين يطالبون بالدولة للعرب، وصرح بأن الصهيونية خطر على المسيحية، وأن العهد الجديد قد الغى وعود التوراة حول أرض الميعاد في فلسطين.
في كانون ثانٍ 1948 يفاوض اليهود في حيفا حول وقف اطلاق النار، وبنهاية الشهر يتوجه إلى مصر للقاء المفتي الحسيني بالمنفى، مع رشيد الحاج إبراهيم (رئيس الهيئة العربية في حيفا). كان المطران برأي الاتفاق مع اليهود لمنع تهجير السكان، ولكن المفتي عارض اقتراحه وقرر الاستمرار بالحرب. ومنذ ذلك اليوم توقفت علاقة المطران بالمفتي.
خلال شهر أذار 48 يغادر المطران إلى بيروت (ويقال ليخضع لعملية جراحية)، كما غادرت القيادات المحلية، رجال الأعمال والمثقفين. وقام المطران بتمثيل الهيئة العربية العليا بطرح قضية فلسطين في روما وباريس بعد النكبة، مطالباً بمد يد العون للفلسطينيين.
كان هناك نقد لأقوال المطران جاورجيوس حكيم التي قام اليهود باقتباسها في دعايتهم، منها: "حقيقة أن البريطانيين أبلغوا العرب بأنهم لن يقوموا بحمايتهم. ولأن معظم القادة العرب قد هربوا أصلاً، أصاب الناس بالذعر فهربوا بحراً إلى لبنان، وهربوا على الرغم من حقيقة أن اليهود ضمنت سلامتهم وحقوقهم كمواطنين في إسرائيل". وكذلك قوله: "كان اللاجئون واثقين من أن غيابهم عن فلسطين لن يستمر طويلاً؛ أنهم سيعودون في غضون أيام قليلة أو في غضون أسبوع أو أسبوعين؛ كان قادتهم قد وعدوهم بأن الجيوش العربية ستسحق العصابات الصهيونية بسرعة كبيرة ولن تكون هناك حاجة للذعر أو الخوف من نفي طويل". هجرة أم تهجير؟