
















اهلا السبت 16 تموز/يوليو 2022 عيد ثوب(كتفيّة) سيّدة جبل الكرمل..
- ما هي كتفيّة سيّدة جبل الكرمل؟
الكتفيّة هي في الأصل ثوب عمل، يُغطي الكتفين والظهر والصدر، ويكون له أحياناً غطاء للرأس من أجل الرجال. يَلبسه أعضاء بعض الرهبنات (منهم إخوة الطوباويّة مريم العذراء لجبل الكرمل أيّ الكرمليين).
تدريجياً، أصبح أبسط وبات يقتصر على قطعتي قماش (واحدة من الأمام والأخرى من الخلف مع ثقب للرأس) . وحتى الآن ، لا يزال يشكِّل اللباس المعتمد لدى بعض الرهبنات. لكن المقصود اليوم بتسمية "ثوب سيّدة جبل الكرمل" (أو الكتفيّة السمراء) هو مجموعة مؤلفة من قطعتي قماش متصلتين بخيطين. تحمل إحدى القطعتين (في معظم الأحيان) صورة للعذراء مع الطفل يسوع؛ والأخرى صورة للمسيح وهو يدلّ إلى قلبه الأقدس. لأسباب عمليّة، يُمكن لهذا "الرداء المصغَّر" أن يُستَبدل بأيقونة طُبعت عليها الصورتان عينهما من الجانبين.
- ما قصة الثوب؟
في 16 تموز/يوليو1251، ظهرت العذراء للراهب سيمون ستوك، رئيس عام رهبنة الكرمليين (الذي أُعلنت قداسته منذ ذلك الحين) التي كانت مهدَّدة بالزوال بسبب مصاعب كبيرة. أعطته العذراء الكتفيّة (قطعة قماش كبيرة وداكنة مع ثقب للعنق) واعدة إياه بأن "من يموت مرتدياً هذا الثوب، رمز الخلاص والحماية في المخاطر، وعربون السلام والعهد الأبدي، لن يُعاني أبداً من النار الأبدية وسينال الخلاص" .
بعد مرور 70 عاماً، خلال ظهور آخر للبابا المستقبلي يوحنا الثاني والعشرين، وعدت العذراء بأن تُنَجّي من المطهر المتعبدين للثوب نهار السبت التالي لموتهم. في غضون ذلك، حُفظت رهبنة الكرمليين وبدأ ثوب سيّدة جبل الكرمل بالانتشار. ومنذ ذلك الحين، لبسه ملايين الرجال والنساء في العالم أجمع من رهبان وعلمانيين، وغالباً ما كانوا يَنتمون إلى عائلة الكرمل الكبرى. من بين هؤلاء ، نذكر بخاصة البابا القديس يوحنا بولس الثاني .
- لماذا نرتديه؟
الثوب ليس حِجاباً يَسمح بشراء الخلاص بثمن رخيص (على الرغم من وجوب أخذ وعود العذراء في هذا الشأن على مَحمَل الجد). كان البابا يوحنا بولس الثاني يقول : "إنه رداء يُذكِّر بحماية مريم الدائمة". لكنه أيضاً رمز تَكرّس وإنتماء يُعبِّر المرء من خلاله لوالدة الله عن الرغبة في حبّها وخدمتها وإتخاذها مثالاً. هذا هو معنى كلمات الطقس الجديد لوضع الثوب :" إقتدِ بها وعِش في صحبتها ".
وكما ذكر البابا القديس يوحنا بولس الثاني، يُعبِّر مرتدو الثوب عن عَزمهم على صوغ حياتهم على مثال مريم، الأم والشفيعة والأخت، العذراء الكليّة الطهارة، مرحبين بقلب نَقي بكلمة الله ومكرّسين ذواتهم بغيرة لخدمة إخوتهم.
إن إرتداء ثوب سيّدة جبل الكرمل بإيمان ورجاء ومحبّة، يَحمي من كافة الشرور إبتداءً من الخطيئة، ويُنَمّي في المحبّة المتبادلة مع مريم العذراء.