اهلا- شربل زوين

عاجل..جرى في كاتدرائيّة سيّدة الإنتقال في مدينة نابولي الايطاليّة أمس الاثنين في 19 أيلول/سبتمبر 2022، سَيَلان عجائبي جديد لدمّ القديس الإيطالي جينَّارو الشهيد كعلامة رضى ورجاء إلى إيطاليا والعالم كلِّه..
جديرٌ ذكره أن دمّ القديس جينَّارو العجائبي الذي بقي جامداً وجافّاً لمدّة 36 سنة متتالية، تحوَّل الى نصف سائل بين يديّ البابا فرنسيس في21 آذار من عام 2015 حين قام بزيارة ضريحه في نابولي..ومنذ ذلك الحين راحت تتكرر المعجزة كل عام في 16 كانون الاول/ديسمبر، وفي عيد القدّيس جينّارو في 19 أيلول/سبتمبر حيث يفور الدمّ الجاف من تلقاء نفسه بصورة عجائبيّة ويَتَحوَّل الى سائل داخل مُذَخَّره الزجاجي..
وقد سَجِّلَ التاريخ أن ذلك جرى لأوَّل مرّة في 16 كانون الاول/ديسمبر من عام1631 حين ثارت حِمَم بركان جبل فيسوف في إتجاه مدينة نابولي مهدّدةً بحرقها وطمرها..غير أنها توقّفت عند مشارف المدينة..والفضل يعود للصلوات إلى مريم العذراء وشفيع المدينة القديس جينَّارو..
ومنذ ذلك الحدث يَسيل دم القديس المحفوظ في وعاء زجاجي للذخائر كل عام في نفس التاريخ، بإستثناءِ بضعِ سنواتٍ عِجاف لم يحصل خلالها أيّ سيلان لهذا الدم إذ كانت سنوات شرّ مرّت على عدّة مناطق في العالم وفي إيطاليا بصورة خاصة..
من هو ذلك القديس الشهيد جينَّارو ؟
هو أسقف نابولي في القرن الثالث للميلاد وقد إستشهد بقطع رأسه على يد الإمبراطور الروماني ديوكلينيانوس، الذي إضطهد المسيحيين وذَبح خلال حكمه حوالى ثلاثة ألآف منهم.
المونسنيور فينتشنزو دي غريغوريو الذي كان يشرف على كنيسة القديس جينّارو حيث ذخيرة الدم، بعد أن تأكّد من عدم سيلانه بتاريخ 16 كانون الاول/ديسمبر من عام 2015 كالسنوات العديدة التي سبقته ومنذ أكثر من ثلاثة عقود ونيّف من الزمن..قال للشعب :" يجب علينا أن لا نفكر في الكوارث والنكبات. نحن رجال الإيمان، يجب أن نستمر في الصلاة.."
وعلى أثر ذلك، وبطريقة عجائبية وإستثنائية سالت جزئيَّاً دماء القديس جينَّارو بين يديّ البابا فرنسيس لدى زيارته لضريحه في نابولي في21 آذار/مارس من عام 2015..
أما خلال زيارات الباباوات السابقين الى مدينة نابولي فلوحظ أن الدم كان يبقى جامداً في إنائه الزجاجي..وقد عَلّق كاردينال نابولي كريشينسيو سِيبّه في حينه أي عام 2015 على الموضوع بالقول: يبدو أن القديس جينَّارو، راضٍ عن البابا فرنسيس وأسلوب حياته..
تجدر الإشارة الى أن الدم الصلب والجاف للقديس جينّارو سال عام 2019 سريعاً وإرتفع في إنائه الزجاجي وهو يغلي بشكل لافت على مرأى ومشهد الجميع خلال زياح شعبيّ حاشد وإحتفال رسمي ترأسه الكاردينال سيبّه نفسه وسط تهليل حار وتصفيق كثيف من المؤمنين الذين لَوَّحوا مطوَّلاً بمناديلهم البيضاء داخل وخارج كاتدرائية سيّدة الانتقال..(الشهيد جينَّارو أو جينّاريوس+ 305 للميلاد، شفيع مدينة نابولي الايطاليّة، إستشهد بقطع رأسه بسبب إضطهاد المسيحيين في عهد الامبراطور الروماني ديوكلينيانوس)..
يُذكر أن دمّ القديس جينّارو الجاف والصلب محفوظ كذخيرة في ثلاثة أوعية زجاجيّة مختومة بالشمع الاحمر، وهو يسيل عادة ومنذ زمن بعيد يمتد الى العهد الروماني في مناسبة عيده وحتى فِي مناسبات أخرى أحياناً..وقد أُجريت فحوصات ودراسات علميّة دقيقة آخيراً على عيِّنات من هذا الدمّ الصلب لمعرفة سرّ سيلانه العجيب..وبحسب الكنيسة فإن سيلانه يُعتبر علامة بركة ورضى كبيرين من الله على المدينة والمؤمنين قاطبة..وقد سال هذا الدم في عام 2015 سَيَلاناً جزئيّاً خلال زيارة البابا فرنسيس له بعد 36 سنة من إنقطاع ظاهرة سيلانه..لنصلّي اليوم بشفاعته من أجل تجنيب العالم ضربات الطبيعة والأوبئة القاسية..هلّلويا، تبارك الله بقديسيه.