
















اهلا- كنيسة المهد بيت لحم كنيسة المهد بيت لحم مدينة الميلاد
بُنيت هذه الكنيسة فوق مغارة الميلاد والمذود ، بأمر من الإمبراطور قسطنطين وبإشراف أمه الملكة هيلانة في سنة 326 م وتعد من اول الكنائس التي بنيت في الاراضي المقدسة، كان مكان الكنيسة معبد وثني بناه الامبراطور هدريان في عام 138م باسم فينوس وذلك ضمن المعابد الوثنية التي بناها هدريان فوق الاماكن المقدسة المسيحية وذلك بعد الثورة الثانية ضد الرومان. ليبعد المسيحين من القرن الاول والثاني عن الاماكن المقدسة لهم.
فقامت بهدم المعبد وبناء كاتدرائية ضخمة. وفي سنة 529 م ، هدم السامريون الكنيسة بأكملها وأشعلوا فيها النار . عوضاً عنها شيد الإمبراطور يوستنيان Justinian سنة 534 م الكنيسة الحالية ، وقد أعرض الفرس عن تدميرها كلية سنة 614 م بسبب لوحة ملوك الفرس (المجوس) على واجهتها ، وقد نجت أيضاً من الخليفة "الحاكم بأمر الله" سنة 1009 م إحتراما لمهد السيد المسيح . وفى يوم عيد الميلاد من سنة 1101 م ، تُوّج الملك بلدوين Baldwin ملكاً على المملكة الصليبية في فلسطين (وأصبحت القدس عاصمتها) ، كأوّل ملك صليبي . وزيّن الصليبيون الكنيسة بالفسيفساء والرخام ، وسُلّمت الكنيسة إلى رعاية الآباء الفرنسيسكان سنة 1347 م ، الذين أجروا فيها الإصلاحات اللازمة فى سنة 1480 م .
تُحيط بجدران كنيسة المهد ثلاثة أديرة : دير الاباء الفرنسيسكان – دير الروم الأرثوذكس – دير الأرمن الأرثوذكس . مدخل الكنيسة صغير جداً ، ولذا يسمى أحياناً "باب الإتضاع" ، وعتبة البوابة اليوستنيانية ( نسبة الى الامبراطور يوستنيان ) مرئية فوق القوس الصليبي ، وفي سنة 1500 م ضيقت البوابة لمنع دخول خيل الجنود إلى الكنيسة .
طول الكنيسة 54 متراً وعرضها 26 متراً ، وصحن الكنيسة ينقسم إلى خمسة أجنحة ، يفصل بينها أربعة صفوف من الأعمدة ، عددها 44 عموداً، 22 عمود من كل جهة . نرى على جدران صدر الكنيسة الرئيسي بعض بقايا الفسيفساء التي كانت تزين الكنيسة فى القرن الثاني عشر ، كما توجد أيضاً بعض الفسيفساء فى أرضية الكنيسة من بقايا الكنيسة البيزنطية الأولى .
تقع مغارة المهد تحت صحن الكنيسة إلى الشرق ، وهى المزار الرئيسي في هذا المكان المقدس ، وهناك درجان يؤديان إلى المغارة على جانبى مذبح المهد ، وحسب التقليد أن فى هذه المغارة وُلد السيد المسيح ، وتشير إليه نجمة فضية تحمل الكتابة التالية باللغة اللاتينية “Hic de Vergine Maria Jesus Christus natus est” وترجمته باللغة العربية "هنا ولدت العذراء مريم يسوع المسيح"
وعن يمين المغارة نجد "المذود" ، الذى تغطيه الآن لوحات من الرخام ، وحسب التقليد أن الرعاة جاءوا إلى هذا المكان ساجدين . الباب فى آخر المغارة صلة وصل مع المغاور الأخرى المجاورة ، التى يمكن الدخول إليها من كنيسة الآباء الفرنسيسكان والتي كانت الباب الاصلي للمغارة.
من المغارة صعوداً نحو الجناح الشمالى ، ندخل إلى كنيسة القديسة كاترين الأسكندرانية ، والتى بناها الاباء الفرنسيسكان سنة 1881 م . وإلى اليمين ، الدرج الذى يؤدى إلى مغارة عاش فيها القديس جيروم Hieronymus (385 - 420 م) المكان الذي سكن فيه حين قام بترجمة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد إلى اللغة اللاتينية المعروفة بـ "Vulgata" فى هذه المغارة (تقع تحت كنيسة القديسة كاترينة) .
يوجد ايضا بالقرب من كنيسة المهد، كنيسة اطفال بيت لحم الموجودة في دير الروم الارثوذكس وهي ملاصقة لكنيسة المهد وفيها نرى رفات الاطفال القديسين الذين قتلهم هيرودس الكبير.
تم اخر ترميم للكنيسة قبل عدة سنين من قبل عدة دول عالمية و منظمة ال UNESCO وهي تعد الان إرث حضاري عالمي محمي، بعد ترميمها الاخير ظهرت ملامح الكنيسة البيزنطية الاولى والتي بنيت قبل 1600 عام تقريبا وبذلك تعد الكنيسة من اكثر الكنائس حفاظا على الفن المعماري البيزنطي في الاراضي المقدسة.