
















اهلا-جولات خالد نابلسي بين ارسوف والحرم صلاة
على حافة التل الكركاري المطل على البحر الابيض المتوسط شمال مدينة هرتسليا تنفتح امامك نافذة واسعة على تاريخ المنطقة ، قد تتاح لك الفرصة للصلاة في مسجد سيدي علي في الحرم ، وانت تمر عن مقبرتها تقرأ الفاتحة ثم تجذب انتباهك على التل الى الشمال اثار قديمة تدل على استيطان قديم ، فتعود في التاريخ للعهد الفينيقي ( الكنعاني ) الى القرن السادس قبل الميلاد وسميت أرشوف على اسم ريشف اله الحرب .
ثم استوطنها اليونانيون تحت اسم أبولونيا تقديسا للاله أبولو آخر آلهة اليونانيين من القرن الرابع ق.م. حتى القرن الاول ق.م. ، وطورها الرومانيون ومن ثم البيزنطيون زادوها تطورا وازدهارا فسموها سوزوما اي المخلص وبنوا فيها القلاع داخل الاسوار والكنيسة والميناء .
واثناء الحكم العربي الاسلامي في المنطقة من القرن السابع الى الحادي عشر سموها ارسوف وبنوا حولها الاسوار لمنع البيزنطيين من العودة والسيطرة عليها من جديد وتقلصت مساحة المدينة الى ٩٠ دونما .
واستغلها الصليبيون بعد احتلالها من الفاطميين ( العبيديين ) سنة ١١٠١ على يد بالدوين وحولها الى عاصمة وطوروا الميناء على شاطئ البحر الابيض المتوسط وبنوا الاسوار المزدوجة وبينها الخنادق لتعجيز المهاجمين من اقتحام المدينة وفتح مداخل في الاسوار ، وبقيادة جودفري فعلوا الفواحش بسكانها من تمثيل وتقطيع انوف وايدي واقدام ، ثم حررها القائد صلاح الدين الأيوبي سنة ١١٨٧ ، وسرعان ما احتلها الصليبيون مرة ثانية سنة ١١٩١ بمعركة ارسوف القاسية بقيادة ريكاردوس قلب الاسد ، وبقيت معهم حتى فتحها الظاهر بيبرس سنة ١٢٦٥ من الحامية الاسبتارية بعد حصارها ٤٠ يوما ، ودمروها حتى لا يعود اليها الصليبيون ، واقام الظاهر بيبرس قرية الى الجنوب من القلعة هي قرية الحرم حول مقام سيدنا علي بن عليم وبعدها بقيت خرابا حتى القرن السادس عشر حيث عمرت من جديد حول مقام سيدنا علي بن عليم .





