اهلا-جولات خالد نابلسي جب يوسف
أنا يوسف يا اخوتي
هنا كان يوسف يا أخي ، هنا جلس ، وتآمر عليه اخوته ، هنا سقط يوسف ، ومن هنا مرت قافلة المصريين ، وفي هذا الجب أدلى الساقي دلوه فحصل على يوسف مقابل ثمن بخس دراهم معدودات ، تصبح الكلمات قصة تعيش احداثها بكل مراحلها ، والمكان يستحضر ارواح من تنسب اليهم هذه القصة لتجد نفسك اعلى تلة كانت عليها مقبرة وقرية وجب وخان ، فتبدلت الظروف وبقيت المقبرة وحجارتها قد تبعثرت فاختفت ملامح القبور ، وجرفت بقايا البيوت ، وبقي الخان مغلقا ولافتة تمنع الاقتراب ، ومساحات شاسعة من الاراضي المزروعة بالافوكادو .
المكان : جنوب مستوطنة عميعاد على شارع 90 ما قبل الجاعونة ، دخلنا المستوطنة الى جنوبها ونسير ربع ساعة باتجاه الجنوب بين مزارع الافوكادو باوج ازهارها في هذه الفترة حتى يظهر من قرية جب يوسف خانها ، و بناء من اربعة اعمدة وقبة تعلوه للاشارة الى جب يوسف .
جب يوسف : بئر ماء قطر فتحته حوالي متر وعمقه الأصلي حوالي عشرة امتار تملأ نصفه الحجارة والتراب ويعتقد البعض انه البئر الذي القى فيه اخوة النبي يوسف اخاهم فيه انتقاما وغيرة ، وهو على شكل جرة من الاسفل واسع ويضيق تدريجا بالاعلى ، وتم بناء اربعة اعمدة مقنطرة وفوقها قبة صغيرة واضيف الى الجانب الغربي لوح حجري ابيض كتب عليه : جب يوسف عليه السلام سنة 1381 هـ – اي 1900 م ، كان به ماء طوال ايام السنة ولكن بعد زلزال سنة 1837 بات جافا . وذكره ابن بطوطة في رحلته سنة 756 هـ ، وقريبا من البئر توجد مقبره كبيرة لبدو السياد وقد دُفِن حول المقام بعض من شهداء معارك صلاح الدين ، وكانوا وارفي الطول،، وقد عرف ذلك من طول القبور .
قرية جب يوسف : كانت قرية فلسطينية حتى عام 1948 وبلغ عدد سكانها آنذاك حوالي 200 نسمة معظمهم من عرب السياد ، وبمساحة أراضي حوالي 11 الف دونم من قضاء صفد وتبعد عنها الى الجنوب الشرقي بحوالي 6 كم بارتفاع 240 م عن سطح البحر ، وحولها اراضي سهلية واسعة استغلوها للزراعة ، وفي عام 48 تم طرد سكانها وتدمير القرية .
خان جب يوسف : تقع قرية جب يوسف على طريق التجار من دمشق الى عكا وحيفا ومصر، ولهذا اقيم هذا الخان لاستضافكة التجار وجامعي الضرائب ، ويتكون من غرف حول ساحة يتوسطها بئر ماء ، ومن طابقين ، الطابق السفلي للحيوانات والعلوي للضيوف ، وقد نزل به صلاح الدين الايوبي قبل منازلة الصليبيين ، وما زالت احدى غرف الطابق الثاني صامدة تحتوي على مدخل وشباك يطل الى الشمال ومنفذ بالجدار الشرقي يطل على الجب والتل ، وفي الجانب الجنوبي موقد نار مع مدخنة لاعلى ، والسقف مقنطر مقبب مقصور .
وقد لفتت نظري داخل المستوطنة لوحة وقد كتب عليها تاريخ انشاء المستوطنة سنة 1946 ، ومبنى قديم بعمر المستوطنة استخدمه الاوائل كنقطة حراسة واطلاق نار ، ثم تحول الى مخزن للاسلحة .