اهلا- جولات خالد نابلسي دير حجلة
بعيدا عن مشاغل الحياة وهمومها وقريبا من نهر الأردن شمال البحر الميت وجنوب شرق اريحا وجد القديس جيراسيموس ابن ليقيا من اناضول تركيا ضالته في الوحدة والتعبد سنة ٤٥٥ م منطلقا من مغارة لها قداستها لدى بعض المسيحيين خاصة الروم الارثوذكس اذ يعتقد انها آوت السيدة مريم العذراء وطفلها هربا من هيرودوس قاتل الاطفال . وتكون الدير اولا على نمط اللافرا الذي يتألف من مجموعة مغر للتعبد والتنسك فيها خلال ايام الاسبوع ، والدير في الوسط لالتقاء الجميع في يومي نهاية الاسبوع ، وقد اصبح مسؤولا عن سبعين راهبا في المنطقة ، وتوفي القديس جيراسيموس سنة ٤٧٥ م ولا يعرف مكان دفنه .
ومع توالي السنين بنيت كنيسة للدير من ثلاثة أروقة كل منها يحيي ذكرى احد القديسين : جيراسيموس ، فيتيميوس وروزسيماس ومريم المصرية .
ويحيوا ذكرى القديس جيراسيموس سنويا في ٤ / ٣ خلال فترة الصوم ، وتظهر صوره عادة يرافقه فيها اسد ، مطيعا بعد أن انقذه من شوكة بين مخالبة كانت تسبب له الألم الشديد بالاضافة الى حمار وجمل .
وسمي الدير بدير حجلة على اسم العين القريبة عين حجلة والقرية الكنعانية قرية بيت حجلة فسمي الدير دير حجلة .
دمر الدير سنة ٦١٤ على يد الفرس وذبح من كان فيه وبقي بعض رفاتهم من جماجم وعظام الاطراف والاضلاع محفوظة في خزانة داخل الدير وأعاد الصليبيون بناءه في القرن الثالث عشر .ثم دمر بعضه بزلزال سنة ١٨٣٧ ،
ومنذ عام ٢٠٠٩ رمم الدير ، وزرعت الحدائق والممرات فباتت المنطقة واحة وسط الصحراء يستجم فيها الكثيرون ويلعب فيها الاطفال ويتعبد فيها المتعبدون ، بالاضافة الى استغلال المكان للزراعة وتربية الحيوانات ، ومعملا للوحات الفسيفساء التي تملأ الدير وكل ركن فيه تتحدث عن رسالة السيد المسيح وتاريخ المكان .
