اهلا- من التاريخ

وصية القائد المجاهد سلطان باشا الاطرش
اخواني وأبنائي العرب ..عزمت وأنا في أيامي الاخيرة انتظر الموت الحق أن أخاطبكم مودعا وموصيا,
لقد اولتني هذه الامة قيادة الثورة السورية الكبرى ضد الاحتلال الفرنسي الفاير , فقمت بأمانة القيادة وطلبت
الشهادة وأديت الامانة .
انطلقت الثورة من الجبل الاشم جبل العرب لتشمل وتعم وكان شعارها:
الدين لله والوطن للجميع
وأعتقد أنها حققت لكم عزة وغخارا وللاستعمار ذلا وانكسارا,وصيتي لكم اخوتي وابنائي:
هي ان امامكم طريق طويلة,ومشتقات شديدة تحتاج الى جهاد وجهاد, جهاد مع النفس وجهاد مع العدو ,
فاصبرو صير الاحرار ولتكن وحدتكم الوطنية ,وقوة ايمانكم وتراض صفوفكم هي سبيلكم لرد كيد الاعداء ,
وطرد الغاصبين وتحرير الارض.
واعلمو ان الحفاظ على الاستقلال امانة في اعناقكم بعد ان مات من اجله العديد من الشهداء وسال للوصول اليه الكثير من الدماء,وانها حلم الاجيال وطريق الخلاص واعلموا ان ما اخذ بالسيف,بالسيف يؤخذ وان الايمان اقوى من كل سلاح,وان كأس الحنظل بالعز أشهى من ماء الحياة مع الذل وان الايمان يشحذ بالصبر ويحفظ بالعدل ويعزز باليقين ويقوى بالجهاد .
عودوا الى تاريخكم الحافل بالبطولات الزاخر بالامجاد.
اني لم أر اقوى تأثيرا في النفوس من قراءة التاريخ,لتنبيه الشعور وايقاظ الهمم لاستنهاض الشعوب لتظفر بحريتها وتحقق وحدتها وعزتها وكرامتها وترفع أعلام النصر.
واعلمو أن التقوى لله والحب وللأرض ,وأن الحق منتصر,وأن الشرف بالحفاظ على الخلق والابداع واتقان العمل وأن الاعتزاز بالحرية والفخر بالكرامة , وان النهوض بالعلم والعمل ,وان الامن بالعدل, وأن القوة بالتعاون.
الحمدالله ثم الحمدالله ,لقد اعطاني عمرا فقضيته جهادا وأمضيته جهادا زهدا ثبتني وهداني وأعانني باقوالي أسأله
المغفرة وبه المستعان وهو حسبي ونعم الوكيل.
أما ما خلفته من رزق ومال فهو جهد فلاح متواضع تحكمه قواعد الشريعة السمحاء.
سلطان الأطرش