اهلا انها قانا الجليل/كفركنا يا سادة
فلنتنافس على حبها
بقلم رياض هبرات- كفركنا
احن لها كلما غبت عنها قليلا وابتعدت، فإمارات غلاها بقلبي كبيرة، احبها وافتخر وأتباهى بحبها، حنين، اشتياق ، اشتاق لصبحها اشتاق لغروبها، اشتاق لشمسها، لقمرها ، لأهلها ، فهي علمتني المودّة والمحبّة والرّجولة بكل معانيها ، بساطها اخضر مزركش صنع من اجمل الفسيفساء، فأنا الكناوي المفتخر ببلدي قانا الجليل، نعم انها معشوقتي !!!!.
جبل خويخة ، المطالب ، كبشانة ، كعمو ، السهل، البساتين ، وادي التين ,خلة أبو علي , كلها اسماء ما زالت محفورة في ذاكرتي منذ الطفولة.
ذكريات
الاستاذ المرحوم بركات خمايسي "ابو فؤاد"، الاستاذ المرحوم بركات عواودة "ابو مازن"، الاستاذ المرحوم مدير المدرسة ابراهيم جرايسي"ابو اسامة" ، الاستاذ المدير المرحوم خليل عواودة "ابو الوجيه" عميد رجال الصّلح المرحوم الطاهر أبا فؤاد ,الشيخ المرحوم سالم , طبيبها الأول المرحوم الدكتور شوكات خطيب رحمه الله ,الدكتور كمال الصفوري وغيرهم وغيرهم هم كذلك في ذاكرتي منذ الطفولة، اسماء واشخاص قد اشتركوا بصنع الرجال بهذا البلد الكريم المعطاء. رؤساء مجلس محلي قد افنوا شبابهم واعمارهم بالعطاء، رحم الله من توفى "أبا كايد فرحان" , وابا العبد صالح" ,"وابا اياد عارف" , وامد بعمر البقية ....
وكيف لا وبلدي بلد الشهداء , يوم الأرض الخالد وشهيده محسن طه ,وكيف لا وقد تبعه ثلّة طيبة من اخوته الشهداء من بعده ,وبلدي هي بلد الصمود وبلد المسيرات والوقفات الاحتجاجية لكل حدث نقف معا كتفا لكتف أحزابا كل اخ بجانب أخيه رجال دين معا وسياسيون كذلك ...
احترام الآخرين:
اذكر كلمات ابي رحمه الله وحينما توفي احد جيراننا والذي بيعد عن بيتنا مسافة كيلومترا كاملا قد قال لي يومها :اتريد تشغيل التلفزيون يا رياض وهنالك حالة وفاة بالقرية ؟؟؟لا يا بني عيب عيب وقد امتنعت امي وقتها عن غسيل فراشنا لاكثر من شهر كامل كحداد على المتوفي ابن قرية كفركنا . اذكر مشاركة اهل القربة عامة بالاعراس، اعداد المناسف بلحم الخروف والذي تداورن عليه امهر طباخات كفركنا من النساء، أتأمل جمع الحطب لإعداد هذه المناسف، واذكر عرسي رحم الله طباخات عرسي ورحم الله امي , اتذكر الشعراء القدماء رحمهم الله الريناوية والديراوية، اتذكر السبع ليالي قبل وبعد العرس وكيف تجمع اهل واصحاب العريس لمشاركته الفرحة .اتذكّر التراويد والتراتيل بصبيحة العرس، للعريس للذبائح وللضيوف.
أضحية العيد :-
أتذكر أضحية العيد لجدّتي غزالة رحمها الله وكيف قفزت من فوق اضحيتها السابعة سبع مراّت وقد اتكأت على عكازها، وكيف انها ربطت الليرة الزرقاء برقبة الديك وافلته بعد ان ذبح العم ابو علي الهبرات رحمه الله الاضحية وكان ربط النقود برقبة ديك الدجاج بعد ذبح الاضحية السابعة عادة عند اجدادنا وذلك لتجميع الأولاد بالمكان مسرّة، فرح ، طفولة، حب ......... حتى بأضحيتنا.
اتذكّر اول يوم ربطت به قانا الجليل بالكهرباء بعد ان اكفهرّت كفركنا بظلمة الليل وبصفاء قلوب اهلها الافاضل, وكيف تم توزيع الحلوى من "طوفي العليت وعلب السلفانا" احتفالا بهذه المناسبة، وكذلك أتذكّر كيف توقفت سيارات الشحن الغزاوية والخليلية والتي باعتنا الحلوى وقد نادى البائع باعلى صوته "الشّنقلاطا" وتجمهر حولها كل اطفال البلدة....
بساتين الرّماّن :-
وكيف لا اتذكّر بساتين الرّماّن وعين كفركنا والتي كانت رمز الطيبة والفخار لأهل بلدتنا الكرام واني لاحمد الله ان قامت السلطة المحليةعلى اعادة ترميم عين كفركنا لإرجاع رمز كفركنا على ارض الواقع وليس فقط على حائط المجلس المحلي وعلى اوراقه. وتمر الايام مسرعة وتبنى المدارس المدرسة تلو الاخرى، يتخرّج الاطباء والمهندسين، تمتلئ البلدة بالأكاديميين والذين نرفع رؤوسنا بهم جميعا، والجميع يتنافس ويتنافس على العطاء وعلى خدمة اهل بلدتنا الكرام.
وكيف لا تتزيّن كفركنا بظهور حركتنا المباركة "الحركة الإسلامية"بشيخها الفاضل أبا معاذ والاخوة بالرابطة الإسلامية والتي عزّزت الحب والعطاء والتضحية بنفوس اهلنا، معسكرات عمل تطوعية شارك بها اهلنا جميعا فترى الالاف من السواعد مشمّرة تعبد الشوارع وتبني الاسوار وترمّم المدارس والمقابر وتبني المؤسسات, مكتبات، روضات، عيادات، مساجد، فزادت الالفة بين ابناء هذه البلدة الحبيبة وكيف لا وقد دعّمت هذه المشاريع بمشاريع بناء الانفس وتهذيبها بأسابيع الدعوة الى الله والإرشادات الدينية الهادفة بدرس الثلاثاء وبكل المناسبات....
واذكر وكنت طفلا مضافة جدي المرحوم" أبو خالد الزعبي" حيث كان عضوا بالمجلس المحلي بسنوات أواخر الستينيات وكيف اجتمع عنده بالمضافة كبار القرية من كل العائلات اسلام ونصارى وتداولوا هموم القرية وقتها وسهروا على مصلحة بلدهم جميعا ...
نعم هي كفركنا احبها واعشقها بكل المناسبات بكل الاشكال والصّور فهي مصنع الرّجال دوما وهي البنك الدولي لكل مشاريع كل بلدة تحتاج المساعدة ولا أتذكر بان قريتنا طلبت العون المادي مرة من أي قرية أخرى ....
انها قانا الجليل "كفركنا" فلا تلوثوا هذا الاسم اللامع ولا تلوثوا هذا التاريخ المشع والذي نفتخر به جميعا , فما يحدث مؤخرا من عنف يدخل خطوة خطوة لهذه البلدة الامنة لهو امر خطير جدا انا لا اريد التطرق للعنف العام بكل مددننا وقرانا ولكن دعونا نبدا من قانا الجليل ,فان اطلاق النار المتعمد ليلا والذي للأسف انتقل وبوضح النهار لهو اشد الأعداء على وحدة وتماسك وتكاثف هذا البلد الطيب ,دعونا نوقف بعض افراد عصابات الخاوة والتي اجزم بانها ايادي غريبة تعبث بشبابنا , دعونا نجتث تجار المخدّرات من بيننا والتي كذلك اجزم بان الغرباء هم من بدا بتلويث ابناؤنا ,دعونا نتكاتف لنمضي بالخطوة التي بداها اجدادنا وكبار بلدتنا سيرا لغرس روح العطاء والمحبة بهذا البلد الطيب ....
اتمنى ان تنتهي هذه المعاناة ببلدتي الكريمة وأوجه ندائي الى الاحباء والغيورين على هذا البلد أن يتحابواّ بالله ويلطفوا بهذه المعشوقة قانا الجليل .
نعم اخوتي هذا بعض من كل , وانا فرد واحد من بين العشرون الفا والذين يتمنون الخير لبلدي فكفركنا للجميع، وهي زينة بلاد الجليل، تكرم الضيف، تحترم وتجّل الكبير، جميلة ، فهي العريس والعرس والعروس.....فلنتنافس على حبها جميعا
ومعا لخدمة الحبيبة قانا الجليل
مع فائق احترامي رياض هبرات كفركنا