اهلا جامع الجرينه - حيفا
...........................
وسمّي بهذا الاسم لوقوعه على ساحة كانت في الماضي سوقًا للحبوب (جرينه)، وما زالت حجارة السّاحة الاصليّة موجودة امام مدخل الجامع، وهو المسمّى ايضًا الجامع الكبير او الغربي، نسبة لوجود الجامع الزيداني (الصّغير إلى الشّرق منه)، وهو ايضًا جامع النّصر، لانّه بُني في العام الذي انتصرت فيه القوّات العثمانيّة على ظاهر العمر الزيداني (1755)، أما القائد الذي دخل حيفا وامر ببنائه فهو القائد البحري حسن باشا الجزايرلي، لذا دعي الجامع ايضًا باسمه (جامع حسن الجزايرلي)، لكن الباحث حسين إغباريّة يقول في كتابه (حيفا، التاريخ والذّاكرة) إن بانيه ظاهر العمر نفسه في سنة حكمه وحياته الأخيرة، وعيّن له إمامًا من عائلة (الخطيب) التي تولّت مسؤوليّة الجامع وأوقافه.
بني الجامع في شارع (اميّه) الرّئيسي الذي كان يعبر المدينة من شرقها لغربها، والذي غيّرت السّلطات الإسرائيليّة اسمه إلى (نتانزون).
إلى الشّرق من الجامع، بينه وبين الجامع الزيداني كانت سرايا ظاهر العمر، التي تمّ هدمها لبناء المكاتب الحكوميّة.(بناية الشّراع او الصّاروخ).
في العام 1898 (كما يظهر من النّقش) بدأوا ببناء برج ساعة على مدخل الجامع، استعدادًا للاحتفال باليوبيل الفضّي لحكم السّلطان عبد الحميد الثاني، ولم يكتمل البناء قبل 1906، يتألّف البرج المبني من حجر الكركار، من ستّة طوابق، تنتهي بشرفة رباعيّة تطل على الجهات الاربع، تتوسّطها قبّة بيضويّة بيضاء، يعلوها هلال، وفي الطابق الرّابع ساعة من كلّ جانب.
توقّف استعمال الجامع بعد نكبة شعبنا وتهجير اكثر من %95 من عرب حيفا، حيث اصابه الإهمال لعدّة عقود، إلى ان اخذت مؤسّسة الأقصى على عاتقها ترميمه وإعادة استعماله، وهو اليوم مفتوح لجمهور المصلّين وتقام فيه النّشاطات الدّينيّة والاجتماعيّة كما كانت قبل النّكبة.