اهلا-د. جمال الشريف العزة والكرامة والوطنية الصادقة
في مثل هذا اليوم 23/ يوليو / 1952
ذكرى ثورة الضباط الأحرار
وشعب مصر العظيم
الف الف تحية لمصر وشعبها
ستبزغ شمس النصر والحق والحرية على شعوبنا العربية وشعبنا الفلسطيني
ولو بعد حين .
ثورة 23 يوليو 1952
تُعد ثورة 23 يوليو نقطة فارقة في تاريخ مصر، وفي داخل العالم الثالث خلال النصف الثاني من القرن العشرين، حيث خرج نداء سرى من بين أفراد الجيش ـ وهم مجموعة من الضباط من مختلف الفيالق عرفوا بمجموعة الضباط الأحرار ـ في أوائل عام 1952.
ففي صباح ليلة 23 يوليو من نفس العام انطلق الضابط الأحرار ليستولوا على الأجهزة والهيئات الحكومة، ومبنى الإذاعة، والمرافق العامة، ليعلنوا للشعب انتهاء فترة الاستعباد وبداية لعصر جديد مشرق في تاريخ مصر والعرب والشرق الأوسط بل ودول العالم الثالث.
وأذاع الرائد محمد أنور السادات بياناً للشعب المصري أعلن فيه اندلاع حركة سلمية بدون دماء قامت بها القوات المسلحة من أجل الأمن القومي على أساس الشرعية الثورية.
فانتصرت إرادة الشعب الذي التف حول الضباط الأحرار لنبذ الظلم، وليؤكدوا للشعوب العربية من الخليج إلى المحيط أن قوتهم في توحدهم ليجمعوا الهمم نحو استعادة الحرية وتحقيق العدالة الاجتماعية.
دوافع اندلاع الثورة:
1) الأحوال السياسية والدستورية:
اندلعت الثورة كنتيجة للنظام الملكي الذي اعتبره البعض فاسداً، و موالى للاحتلال البريطاني، وفساد نظام الأحزاب في غياب نظام ديمقراطي سليم بسبب التلاعب في نتائج الانتخابات لصالح أحزاب الأقلية التي حكمت الدولة في ظل حكم الملك الذي كان يحمي عرشه البريطانيون.
ومن بين الأمثلة الفاضحة لهذا الفساد كان تدخل الملك في إنهاء الحياة البرلمانية عن طريق تعليق تطبيق الدستور وحل مجلس النواب عدة مرات متتالية.
2) استمرار الاحتلال البريطاني:
استمر الاحتلال البريطاني لمصر لأكثر من سبعين عاماً، واستمر كذلك منذ ذلك الوقت تدخل بريطانيا المزعج في شئون مصر الداخلية.
ولم يكن هناك أية دليل يلوح في الأفق يشير إلى احتمالية جلاء بريطانيا عن مصر على الرغم من اعترافها بمصر كدولة مستقلة ذات سيادة، ولم يتوقف التدخل البريطاني في شئون مصر الداخلية ( مثل أحداث الرابع من فبراير والاعتداء على مدينة الإسماعيلية).
3) تدهور الأحوال الاقتصادية:
كان الاقتصاد المصري يقوم على الإنتاج الزراعي فقط، وخاصة القطن.
كما انتشرت البطالة، وانخفضت الأجور ومستويات المعيشة، وسيطر الأجانب على الاقتصاد القومي المتمثل في شركات التأمين العملاقة، والتجارة الخارجية والبنوك.
4) تدهور الأحوال الاجتماعية:
انقسم المجتمع المصري إلى طبقتين منفصلتين تماماً.. الأولى قليلة العدد؛ وكانت تتكون من الزعماء الإقطاعيين، وسيطرتها على ثروات الدولة.
بينما تكونت الطبقة الثانية من الأغلبية الساحقة التي ضمت الفلاحين، والحرفيين، وتجار التجزئة، والعمال، وتتمتع بحقوق ملكية محدودة، ودخول منخفضة.
5) مأساة حرب فلسطين عام 1948:
تركت حرب فلسطين وصمات عميقة من الحزن في نفوس الشعب المصري، وخاصة بين ضباط الجيش المصري وجنوده الذين شاركوا في الحرب كرد فعل ضد الفساد، والذي من بين علاماته المخجلة صفقات الأسلحة الفاسدة التي أودت بحياة الكثير من الأبرياء.
أهداف الثورة:
وجهت ثورة 23 يوليو مسارها وحقل عملها إلى بناء مجتمع جديد يتلخص في ستة مبادئ كما يلي:
المبدأ الأول: وضع نهاية للاحتلال البريطاني وأعوانه من المصريين الخائنين عن طريق التصدي للقوات البريطانية المرابطة في منطقة قناة السويس.
المبدأ الثاني: القضاء على الإقطاع.
المبدأ الثالث: القضاء على الرأسمالية والاحتكار الشخصي.
المبدأ الرابع: تحقيق العدالة اجتماعية بين طبقات الشعب.
المبدأ الخامس: بناء جيش قومي قوي يستطيع التصدي للمؤامرات الأجنبية التي تهدف إلى إعاقة القوة العسكرية المصرية، كما يعمل هذا الجيش كدرع في مواجهة معارضي الثورة داخل الدولة.
المبدأ السادس: وضع نظام ديمقراطي سليم لمواجهة التشويه السياسي الذي حاول أن يمحو معالم الوحدة الوطنية.
السياسة الخارجية لثورة يوليو:
رسمت ثورة 23 يوليو سياستها الخارجية في كتاب "فلسفة الثورة"، الذي أصدره الرئيس جمال عبدالناصر مقترحاً ثلاثة ميادين يجب أن تدخل فيهم مصر:
الأول: الميدان العربي:
"هل لنا أن نتجاهل وجود الميدان العربي الذي يحيط بنا وينتمي لنا بقدر ما ننتمي إليه؟ فتاريخنا قد اختلط بتاريخه وتداخلت مصالحنا مع مصالحه".
الثاني: الميدان الأفريقي:
"هل لنا أن نتجاهل أن هناك ما يسمى بالقارة الأفريقية التي كان مقدر لنا الانتماء إليها؛ فهي القارة التي كان مقدر لها أيضا أن تشهد صراع مروع على طول تاريخها.
هذا الصراع الذي سيصب تأثيره علينا للأحسن أو للأسوأ سواء شئنا أم أبينا؟".
الثالث: الميدان الإسلامي:
"هل لنا أن نتجاهل وجود العالم الإسلامي الذي نرتبط به لا عن طريق العقيدة فقط بل عن طريق الحقائق التاريخية كذلك؟".
إنجازات ثورة يوليو
لثورة 23 يوليو الكثير من الانجازات التي أفادت الشعب المصري، منها على سبيل الحصر:
الإنجازات المحلية
ـ الإنجازات السياسية؛ تأميم قناة السويس ـ إلغاء النظام الملكي وقيام الجمهورية ـ توقيع اتفاقية الجلاء بعد أكثر من سبعين عاما من الاحتلال ـ بناء حركة قومية عربية.
ـ إنجازات ثقافية؛ أنشأ الهيئة العامة لقصور الثقافة والمراكز الثقافية ـ إنشاء أكاديمية تضم المعاهد العليا للمسرح والسينما والنقد والباليه والأوبرا والموسيقى والفنون الشعبية ـ رعاية الآثار والمتاحف ودعم المؤسسات الثقافية.
ـ إنجازات تعليمية؛ قرار مجانية التعليم العام والعالي ـ مضاعفة ميزانية التعليم العالي ـ إضافة عشر جامعات في جميع أنحاء البلاد ـ إنشاء مراكز البحث العلمي وتطوير المستشفيات التعليمية.
ـ إنجازات اقتصادية واجتماعية؛ قضت على الإقطاع ـ مصرت وأممت التجارة والصناعة ـ إلغاء الطبقات بين الشعب المصري ـ قضت على السيطرة الرأسمالية في مجالات الإنتاج الزراعي والصناعي.
الإنجازات العربية
توحيد الجهود العربية وحشد الطاقات لصالح حركات التحرر العربية ـ أكدت أن قوة العرب في
توحدهم ـ أقامت تجربة عربية في الوحدة بين مصر وسوريا في فبراير 1958ـ عقد اتفاق ثلاثي
بين مصر والسعودية وسوريا ثم انضمام اليمن ـ الدفاع عن حق الصومال في تقرير مصيره ـ
ساهمت في استقلال الكويت ـ قامت بدعم الثورة العراقية ـ أصبحت مصر قطب القوة في العالم
العربي ـ ساعدت مصر اليمن الجنوبي في ثورته ضد المحتل ـ ساندت الشعب الليبي في ثورته
ضد الاحتلال ـ دعمت حركة التحرر في تونس والمغرب حتى الاستقلال.
الإنجازات العالمية
لعبت دوراً رائداً مع يوغسلافيا ومع الهند في تشكيل حركة عدم الانحياز ـ وقعت صفقة الأسلحة الشرقية عام 1955 والتي اعتبرت نقطة تحول كسرت احتكار السلاح العالمي ـ دعت إلى عقد أول مؤتمر لتضامن الشعوب الأفريقية والآسيوية في القاهرة عام 1958