
















اهلا هدف الحرب الخفيّ-المكشوف
الجمعة, 29 آب/أغسطس, 2025
واضحٌ لكل من يرى الصورة بحقيقتها على الأرض، وبغير مناظير الديماغوغية، أن بنيامين نتنياهو وحكومته يسعيان لمواصلة هذه الحرب بغضّ النظر عن أية تطورات في أية محادثات يفترض أن تؤدي لوقف إطلاق النار في حرب الإبادة على قطاع غزة، بما يشمل تحرير الرهائن والأسرى الإسرائيليين أيضًا.
وتفسير هذه السياسة يأتي على الأغلب بكون رئيس الحكومة وسائر مركباتها يخشون من انهيار سلطتهم، ولذلك يطيلون أمد الحرب لمواصلة التمسك بالحكم. لكن الصورة في العمق مختلفة، إذا ما أخذنا بالاعتبار الدوافع العقائدية والأصولية والتوسعية والعدوانية الضاربة عميقًا في الائتلاف اليميني الحاكم.
وهنا، جاء تصريح أخير (ومتأخر!) لرئيس أركان جيش الاحتلال الأسبق غادي آيزنكوت بأن ابنه وضحايا آخرين قُتلوا في غزة بسبب اعتبارات سياسية من جانب الحكومة. وفسّر بوضوح: "لقد فقدوا حياتهم بسبب الجبن والتردد السياسي، وبسبب اعتبارات سياسية وأيديولوجية لمن يريد إعادة الاستيطان في قطاع غزة، في تناقض كامل مع أهداف الحرب". ووصف أنه رأى كيف "يتهرّب نتنياهو من اتخاذ القرارات، وكيف يستسلم بكل رضى لضغط بن غفير وسموتريتش. أنا أحمّله المسؤولية وليس هما".
أهمية هذا التصريح أنه يأتي ممن كان شريكا كاملا في إدارة الحرب حين شنتها الحكومة، إذ انضم وحزبه لها منذ بدايتها، وممن كان وربما لا زال مطلعا على الخطط والبرامج العسكرية بخطوطها العريضة. وها هو يعترف اليوم ويشارك الجمهور العام بأن هذه الحرب لها أهداف بعيدة المدى تتجاوز استعادة الرهائن و "الحسم" وكل ما هو معلن. وهو يجزم بأن هدف الحرب هو الاحتلال والاستيطان في قطاع غزة. ومن الضروري وضع هذه الحقيقة بكل قوة أمام الرأي العام محليا ودوليًا.