اهلا

أسطول الصمود… حين يبحر الضمير نحو غزة
بقلم: المهندس غسان جابر
من موانئ برشلونة وجنوى وتونس، أبحرت عشرات السفن والقوارب المحملة بالدواء والغذاء والأمل، تحمل معها وجوهاً من أكثر من 40 دولة، جميعهم اتفقوا على رسالة واحدة: غزة ليست وحدها.
أسطول الصمود ليس مجرد مبادرة إنسانية، بل صرخة ضمير عالمي ضد الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أكثر من سبعة عشر عاماً. على متنه أطباء ومحامون وفنانون وناشطون، تركوا حياتهم المريحة ليتقاسموا مع الغزيين لحظة المخاطرة والأمل.
بين المشاركين، نجوم عالميون مثل سوزان ساراندون ومارك روفالو، يضعون شهرتهم في خدمة الحرية، وفيوريلا مانوا التي تحمل صوتها كأغنية مقاومة. ومن أوروبا، تصعد آدا كولو، العمدة السابقة لبرشلونة، ومعها ليام كاينغهام من إيرلندا، الذي يعرف جيداً معنى الاحتلال. أما غريتا ثونبرغ، أيقونة الشباب العالمي، فتقول ببساطتها العميقة: العدالة في غزة جزء من العدالة في العالم.
إسرائيل تهدد وتتوعد. ربما تُعترض السفن كما في محاولات سابقة. لكن هذه الرحلة حققت هدفها قبل أن تصل: أعادت غزة إلى العناوين، وأحرجت صمت الحكومات، وأثبتت أن الحصار لا يمكن أن يسجن الضمير الإنساني.
أسطول الصمود قد يُمنع من الرسو، لكنه كسر جدار اللامبالاة. ومهما كانت النهاية، فقد نجح في أن يجعل البحر أوسع من الحصار، والأمل أقوى من الظلام.

م. غسان جابر - مهندس و سياسي فلسطيني - قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية - نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.