
















اهلا حركة عريقة تاريخها مليء بالنضالات والنجاحات
كلمة السكرتيرة العامة لحركة النساء الديموقراطيات في افتتاح مجلس الحركة
أيلول/سبتمبر, 2025
رفيقاتي العزيزات، الضيوف الكرام،
أرحّب بكنّ وبكم جميعًا، ويسعدني جدًا أن نكون معًا اليوم في هذا اللقاء المشترك، الذي يجمع نساءً عربيات ويهوديات في زمن غير عادي، زمن نشاهد فيه، ببث مباشر، عملية إبادة وتجويع لشعبنا.
على مدى العامين الماضيين اعتدنا أن نلتقي في الشوارع والساحات وبالأساس في المظاهرات الاحتجاجية والوقفات، مطالبات بوقف حرب الإبادة والتجويع. أمّا اليوم فنلتقي هنا، في مجلس حركة النساء الديمقراطيات، الذي من المفترض أن ينعقد كل عام، لكنه تأجل مرارًا بسبب تركيزنا على النشاط اليومي ضد الحرب وجرائم الاحتلال.
ما يهمنا ذكره أن حركتنا ليست وليدة اليوم، بل هي حركة عريقة عمرها ٧٥ عامًا. تاريخها مليء بالنضالات والنجاحات التي لم تقتصر على قضايا النساء والأطفال، بل شملت السياسة والمجتمع والاقتصاد، وبرز دور الحركة على امتداد عشرات السنين، فقد كان لحركة النساء دور كبيراً في محطات نضالية وتاريخية كثيرة.
نحن كحركات نسائية لسنا بحاجة لتبرير وجودنا، لكن من المهم التذكير أن الحركات النسائية حول العالم كانت دومًا قوة فاعلة في مواجهة الظلم، ففي جنوب أفريقيا، في مواجهة الأبارتهايد، اتحدت منظمات نسائية من خلفيات شيوعية، مسيحية، وقومية على “الميثاق النسائي”، رغم الاختلافات، كان الميثاق أرضية مشتركة قوية حافظت على وحدة النساء.
في أمريكا اللاتينية، في الأرجنتين وتشيلي، خرجت النساء في مسيرات الأوشحة البيضاء احتجاجًا على اختفاء أبنائهن. نساء محافظات وأخريات يساريات راديكاليات اجتمعن على هدف واحد: كشف الحقيقة ومحاسبة المسؤولين.
وهنا عندنا أيضًا، ففي فترة مناهضة الحكم العسكري الذي فرض على الأقلية الفلسطينية الباقية بعد النكبة، حملت حركة النساء الكثير من المهمات النضالية وهنالك الكثير من الشهادات الشفوية التي أبرزت هذا الدور رغم تهميش الحركة حين سرد تاريخ هذا النضال والآن ومن بداية الحرب، حين كنا في حالة صدمة وخوف، وخوف من التعبير عن معارضتنا للحرب وبسبب الكثير من الملاحقة السياسية، رأينا أننا لا نستطيع وحدنا. لذلك كنا من الطاقم المؤسس لشراكة السلام، مع منظمات أخرى عربية ويهودية معارضة للحرب. ورغم الفوارق العميقة في الرؤية السياسية، استطاعت النساء تنظيم مسيرات مشتركة تحت شعار بسيط: “نريد مستقبلًا آمنًا لأولادنا"، ركّزن على مطالب إنسانية ملحّة: وقف الحرب والتجويع، وقف جرائم المستوطنين، مواجهة الملاحقات السياسية، تبادل الأسرى والمخطوفين، البدء بعملية مفاوضات تؤدي لسلام عادل ومعالجة العنف في المجتمع العربي، خصوصًا العنف ضد النساء.
//إنجازات السنوات الأخيرة:
في العامين الماضيين، ورغم انشغال الرفيقات بالنضال الأسبوعي وبحملات الدعم والمساعدة على صمود أهالي مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية المحتلة الذين طُردوا من بيوتهم بأوامر الاحتلال، وبالمسيرات والمظاهرات الكثيرة، فقد استطعنا –وبدعم من شركاء وخاصة صندوق روزا لوكسمبورغ– أن نلتقط أنفاسنا قليلًا وتمكنّا من تنظيم مجموعات من الرفيقات من مختلف المناطق في ورشات إثراء وحوار وتثقيف، لأن كل نشاط وكل هدف أردنا تحقيقه كان يحتاج إلى بحث ونقاش واستراتيجية واضحة حتى تكون الرؤية والأهداف واضحة ومتفق عليها بين الرفيقات. شاركنا بمؤتمرات مهمة اما من خلال اعطاء محاضرات ومداخلات او كمشاركات .
ولا بد مع سرد هذا التلخيص ان نذكر ونحرم الرفيقات اللواتي رحلن:
خلال هذه المسيرة فقدنا رفيقات عزيزات سيبقين في البال، نحمل إرثهن ونصون أثرهن:
• الرفيقة هالة أحمد
• الرفيقة بثينة ضبيط
• وآخرهن رفيقتنا الغالية أمينة شبيطة.
ستبقى ذكراهن خالدة في قلوب رفيقاتهن ومحبيهن.
بالنهاية اشكر الرفيقات اللواتي عملن الى جانبي بتنظيم هذا اليوم، شكرًا للحضور وللمحاضرات وموجهات الورشات والضيوف
شكر كبير لمؤسسة روزة لوكسمبورغ ولولا دعمها وشراكتها لنا ما كنا لننجح بعقد هذا المجلس.
وأنهي بجملة سمعتها قبل فترة من رفيقتنا الغالية تمار جوجانسكي عندما استشرتها بأمر معين قالت لي "من يريد تغيير الواقع والتأثير، في كثير من الأحيان يُغضب ويُزعج من لا يريد هذا التغيير" ، ورسالتي بالنهاية اننا لن نهاب او نتردد بأن نزعج ونغضب خاصة أولئك الذين جل همهم التخطيط لكل ما هو قامع وظالم ويمس بالحقوق والحريات.
نحن نريد حياةً كريمة للجميع.