اهلا

دعوة ترامب للوقف الفوري للحرب: قراءة أولية
أمير مخول - مركز تقدّم للسياسات
• لم ينتظر ترامب تفسير نتنياهو لقرار حماس بصدد خطة ترامب، ولم يتح له فرصة للقيام بذلك، ويبدو انه رد منسق مع اطراف عربية واقليمية. بموجبه ايضا تتفاوض الحركة على ملف الاسرى وتسليم السلاح والتنازل عن السلطة، ولا ضلع لها في الملفات الاخرى من خطة ترامب.
• فعليا يكون ترامب قد حاصر نتنياهو ومساحات المناورة التي يجيدها الاخير، مما يؤكد ما نقله الاعلام الاسرائيلي اواخر الاسبوع المنصرم بأن ترامب فرض على نتنياهو في واشنطن قبول الخطة علنا وبخلاف قناعاته، وقد اتاح له ادخال تعديلات معيّنة عليها لا تكفي نتنياهو سياسيا.
• موقف ترامب السريع من المتوقع ان يعكس نيّته في أن لا يتيح ايضا للعرب ادخال تعديلات كي يغلق هذا الباب على كل الاطراف وتصبح الخطة نافدة وبتاييد اسرائيلي وفلسطيني وعربي ودولي وتعزز الدور الامريكي.
• ملف الاسرى واستعداد الحركة اطلاق سراحهم واعادة الجثامين هو الملف الاكثر حساسية لدى ترامب والحراك الشعبي الاسرائيلي والرأي العام الذي يؤيد بنسبة 66% خطة ترامب فيما يعارضها 16%. في المقابل لدى نتنياهو ان يقول ان عدم الانسحاب من القطاع الى اجل غير مسمى اي في المرحلة الثالثة من ثلاث مراحل هو الانجاز الاهم بالنسبة له بعد عودة المحتجزين.
• خلال أربع ساعات حدث تحوّل جوهري في موقف ترامب من دعوته اهالي مدينة غزة بالجلاء عن المدينة والا سيواجهون الموت او الجحيم "كما لم يرونه من قبل"، الى دعوة اسرائيل الى وقف الحرب فورا، وهو يوحي بأن الموقف غير منسق مع نتنياهو وبخلاف رأي الاخير تماما حيث لم يكن له القول الفصل.
• تبدو التطورات الاخيرة بأنها انجاز للوسطاء..إذ أن بيان وزير الخارجية المصري يوم 2/10 لم يترك مجالا للحركة بل هو من اخذ زمام المبادرة والتفاوض وطالب ترامب بتوضيحات وسد الثغرات في الخطة. كما يؤكد الموقف المذكور بأن الحاضنة العرية لقضية فلسطين من ناحية ولنزع السلاح من حماس ونقل السلطة على غزة، هي ناجعة وذات مصداقية مقابل كل الاطراف باستثناء حكومة اسرائيل، فيما تراهن على تغيير موقف واشنطن كي تغيّر موقف تل ابيب.
• قرار الحركة وتصريح ترامب في اعقابه انما ينقلان الكرة الى ملعب الحكومة الاسرائيلية التي لم تناقشها وتقرّها بعد رسميا. فيما أن خطة ترامب ستحظى باغلبية داخل الحكومة في حال بحثها؛ كما أنه توجد شبكة امان من المعارضة واستعداد غانتس لدخول الحكومة واذا ضغط الامريكان على لبيد قد يدخل هو ايضا لحكومة "انهاء الحرب والتوافق على موعد الانتخابات". في المقابل من المستبعد تماما ان يقوم حزبا الصهيونية الدينية باسقاط الحكومة لان الليكود قد يبتلعهما في الانتخابات ثم انهما سيسقطا قبل الحكومة.
• لا تترك تصريحات رئيس المعارضة لبيد وأقطابها مكانا لزعم نتنياهو بأنه يواجه ضغوطات داخلية وائتلافية. بل ان موقف المعارضة بخلاف معظم مواقفها منذ بدية الحرب يبدو هذه المرة حازما وفعالا لصالح خطة ترامب بما فيه دعوتهم نتنياهو الى الالتزام بها وبقيادة ترامب لها.
• بطبيعة الحال من المستبعد ان يحصل اي رد رسمي من نتنياهو قبل نهاية يوم السبت وحرمته الدينية، فيما الاكثر احتمالا هو عدم الالتزام فورا بدعوة ترامب لوقف الحرب، بل أن تشهد الساعات القادمة تكثيفا قد يكون غير مشبوق بحجم القصف والدمار الشامل والابادة في غزة، الا انه لن يغيّر من منحى التطورات. ومن المحتمل ان تشهد الساحة السياسية الاسرائيلية مساء السبت اضطرابا كبيرا، لكن ضمن الاذعان للموقف الامريكي.