
















اهلا في الأوّل من تشرين الأوّل، يقف العالم إجلالًا للمسنين، لأولئك الذين عبروا دروب الحياة بصبرٍ وكرامة، وزرعوا فينا بذور الخير والعطاء. المسنّ ليس مجرد عمرٍ طويل، بل هو ذاكرة جماعية، وخزان القيم، وحكاية مجتمعٍ لا تُروى إلا بوجوههم وصبرهم. على مؤسساتنا أن تواصل رعايتهم، هذا، ويشير غزال أبو ريا إلى لقاء جمعه بمجموعة من المسنين، كلماتهم كانت صرخة صامتة، لقد أوصانا الله تعالى في كتابه الكريم: “وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا” وهذه الوصية ليست عبادة فحسب، بل ميثاق حياة، وفي ختام هذه الرسالة، فلنجعل من الاحترام للمسنين عادة حياتية، لا مجرد احتفال سنوي.
لكن رسالتنا ليست ليومٍ واحد، بل في هذا اليوم وفي كل الأيام: أن نحمل الاحترام للمسنين في قلوبنا، وأن نجعل الوفاء لهم أسلوب حياة.
هم الأب والأم، الجدّ والجدة، العمّ والعمة…
هم الذين علّمونا معنى الثبات، وأضاءوا لنا الطريق بخبرتهم وتجربتهم الطويلة.
وعلى العائلة أن تبقى الحاضنة الأولى لهم،
أن نجلس معهم، نُصغي إليهم، ونعيد دفء الجلسة العائلية التي تحفظ الذاكرة وتغذّي الوجدان.
الذين شاركوا همومهم وتذمّرهم من واقعٍ مؤلم فقال أحدهم:
“يحضر عندي الأبناء والأحفاد فأكون سعيدًا بقدومهم،
لكن ما يقلقني أنهم لا يتحدثون معي، ينشغلون بهواتفهم،
وأقول لنفسي: لماذا؟ هم جالسون معي جسديًا، لكن أرواحهم بعيدة عني.”
تذكّرنا أن الحضور لا يُقاس بالمسافة، بل بالاهتمام،
وأن أجمل ما نقدّمه لكبارنا هو الإصغاء، الحوار، والوقت الصادق.
نُترجمه باحترام المسنين، برعايتهم، وبالاعتراف بجميلهم كل يوم.
أدعو المؤسسات الاجتماعية والتربوية والطبية إلى أن تبادر ليس فقط في رعاية المسنين،
بل أيضًا في تعريفهم بحقوقهم، وتمكينهم من ممارستها بكرامة واستقلالية،
وأن تفتح أمامهم الأبواب للمشاركة والعطاء، فالمسنّ لا يزال قادرًا على الإسهام والبذل متى ما أُتيح له المجال.
لنصغي لهم، نشاركهم الجلسة والكلمة، ونفتح لهم أبواب المشاركة والعطاء، فهم ذاكرة المجتمع وجذوره.
من يحافظ على حقوق المسن ويعاملهم بالوفاء والإحسان، يحفظ ذاته ويكسب بركة العمر ورضا الله،
ولتكن محبتهم، واستماعنا إليهم، ودعمنا لهم، رسالة نعيشها كل يوم، في بيوتنا ومجتمعاتنا ومؤسساتنا.