X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

اعراسنا بين بساطة الفرح والمبالغة (2)

admin - 2025-10-11 12:04:42
facebook_link

اهلا

اعراسنا بين بساطة الفرح والمبالغة (2)

اعراسنا بين بساطة الفرح والمبالغة (١)

مازن سليم نحاس
في الجزء الأول تطرقت الى العرس العربي "الحديث". رأي شخصي
ألم يحن الوقت لنستعيد جوهر العرس؟ أن يعود كما كان: اجتماعًا للمحبّة، لا للرياء. أن يكون حفلا بسيطًا ببهجة صادقة، أيام كان الكتف يلاصق الكتف على امتداد صف السحجة بعد الاكليل لمسافات، الكهول والشبيبة غير ابهة بطول المسافة وأي كتف يلاصق كتفه أو من قبله أو بعده بالصف، الكل مبتهج وفرحان بما يحسه ويردده على صوت الحادي واحيانا، حادٍ متبرع حافظ لبعض الابيات ليس مهنيا وانما حبه لأهل الفرح وصدق المناسبة دفعه الى تقمص دور الحادي، لا وليمة ولا مشتريات أو مظاهر يثقلها القرض البنكي. والبنوك هي المستفيد الوحيد من كل هذا.
ضغط العادات والتقاليد وخوف العائلات من الانتقاد الاجتماعي إذا قللت من حجم الحفل أدى الى تفاقم الظاهرة. بالإضافة الى التوتر الاجتماعي الذي يخلق شعورا بالمنافسة والتفاخر بين العائلات، مما يعزز الضغوط الاجتماعية ويرفع من حدة التوتر النفسي وشعور العروسين بالضغط لبلوغ معايير غير واقعية من “الأعراس المثالية”.
هذه المبالغات تؤدي إلى أعباء مالية طويلة الأمد على المتزوجين الجدد وأسرهم، وتزيد من صعوبة الإقبال على الزواج لدى الشباب والشابات الذين يفكرون بالزواج. كما تؤجج روح المنافسة والتفاخر بين العائلات، بدلا من تعزيز القيم الأصيلة التي تتمحور حول التواضع والبساطة والتآزر. وأسوأ ما في الامر هي الاستدانة من أجل هذه لمظاهر، اضطرار الكثير من العائلات إلى الاقتراض لتغطية تكاليف الحفل، يشكل عبئًا ماليا طويل الأمد. بسبب ارتفاع تكاليف الزواج بشكل يرتع الشباب من الإقدام عليه، ويؤدي إلى تأخير سن الزواج. أليس هذا أيضا سببا من مشاكل الزواج مستقبلا والتي تؤدي بالتالي الى ظاهرة ارتفاع نسبة الطلاق بعد وقت قصير من الزواج؟؟
الأعراس في المجتمع العربي بحاجة لإعادة تعريف، من مظاهر تنافسية إلى احتفالات عقلانية تحافظ على قيم الفرح والتكافل دون أن تتحول إلى عبء اقتصادي واجتماعي. إن كسر حلقة المبالغة مسؤولية جماعية تبدأ من الوعي الفردي وتنتهي بسياسات تدعم البساطة وتجرِّم الإسراف.
الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي، التي خرقت كل الخصوصيات الفردية والعائلية لهم دورهم في هذا التفاقم فعرض حفلات زفاف فاخرة، هدايا ثمينة وفساتين وملابس للتباهي على وسائل التواصل يعزز ثقافة المقارنة التي هي جزء من طبيعة الانسان! هذا بالإضافة الى غياب الوعي الاقتصادي وضعف التخطيط المالي للأعراس وتحولها إلى أولويات تفوق إمكانيات الأسرة.

الصورة خاصة موقع اهلا

على مجتمعنا اعادة النظر في مفهوم العرس، وأن يدعو لثقافة أعراس بسيطة تحفظ كرامة الجميع وتراعي القدرة المادية للعائلة والمتزوجين الجدد وأيضا للمدعوين والعائلة الموسعة ويعيد للأعراس معناها الحقيقي وجوهرها الأصلي وأن تكون مناسبة لبناء أسرة جديدة وتوطيد الروابط الاجتماعية، لا ساحة للتفاخر والتباهي.
التغيير يبدأ منّا، من وعينا وقناعاتنا وجرأتنا على كسر العادات المستوردة التي تثقل كاهلنا. لذلك يجب العمل على تعزيز الوعي المجتمعي لنبذ التغيير الذي داهمنا واغرقنا ونعود لنصنع أفراحًا أكثر صدقًا وبساطة لا ترهق أحدًا وان لا تكون مشروعا استثماريا من خلال حملات توعية إعلامية ودينية حول خطورة الإسراف والتمادي في المبالغة. وهنا يأتي دور وسائل الاعلام ورجالات وقيادات المجتمع الدينية والاجتماعية.
نحتاج أن نتحرّر من خوف "كلام الناس" لنطبق قناعاتنا لنعمل أفرحًا تشبهنا، لا تشبه توقعات الاخرين. فالفرح الحقيقي لا يُقاس بعدد المدعوّين، ولا بحجم القاعة، ولا بكثرة التكاليف بل بصدق اللحظة. فلنقف جميعًا أمام المرآة ونسأل أنفسنا لمن نقيم هذه الأعراس؟ ولأجل من نكدّس الديون ونثقل القلوب؟ إنّ الفرح ليس سِباقًا في المظاهر، ولا ساحة لاستعراض مقدراتنا المالية أو مستوانا الاجتماعي، بل هو وعدٌ بالرحمة والمودّة، وإشهارا لبداية حياة كريمة.
فلنكسر قيود العادات التي لم تعد تُشبهنا، ولنعلنها بوضوح نريد أعراسًا بسيطة… تعكس حبّنا لا حساباتنا البنكية. نريد أفراحًا تليق بإنسانيتنا، لا بمستوى مظاهرنا. ولْيكن معيارنا في الزواج السعادة لا البذخ، والمحبة لا التفاخر.
مسؤولية التغيير تقع على عاتق الشباب والشابات المقبلون على الزواج، القرار بأيديكم. متى تحرّرنا من الخوف من "كلام الناس"، سنعيد للعرس والفرح العربي معناه الأصيل: فرحًا يجمع القلوب… لا قيدًا يثقل كاهلكم وكاهل عائلاتكم.



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو