
















اهلا: د. جوزيف زيتون ✞ أيضـاً، وأيضـاً، حـول سـبـب إختيـار المسـيح للمغـارة؟!..
- المغارة بظلمتها هي صورة للعالم السـاقط. هذا العالم الذي أفسدته الخطيئة، كان بأكمله، كهفًا من الأبخرة الخانقة، ومكاناً مظلمـًا، ومثيـراً للاشـمئزاز. إنها تشـبه الجحيم..!! نعـم! لقـد نـزل اللـه، إلى آخـر نقطـة في سـقوط الإنسـان..!!
- في هذا الكهـف المظلم... وفي هـذه الجحيم ، تُركَ الانسـان بسـبب حماقتـه، كما يقدم الرسـول بولـس هذه الصـورة، في رسـالته إلى أهل رومية (رومية 1: 18 - 24): لقد أصبحـوا حمقى بسـبب حكمتهم ... ولهذا سـلّمهم الله، لرغباتهم القذرة وتركهم ليهينوا أجسـادهم بأنفسهم. بدلاً من حـق الله ، وضعوا الكذب، وعبدوا الخليقة وليـس الخالق! في هذه المغارة، التي هي صورة لكل أنـواع الظلم والدعارة والمكر والجشـع والشر، ولد المسيح، واختار هذه الظلمة، واستخدمها، كمسكن له، من أجل إعادة تشكيل صورة آدم الساقطة والمتهالكة.
- في جميع الأحـوال، الله له المجـد، لا تهمه مغارة، ولا قصور ولا أي مكان! ما يهمه هو نحن فقط! فالمغـارة في العمق هي قلوبنا البعيدة عن المسـيح ، والتي تميل إلى الشـر والكبرياء. ولكـن، رغـم ذلـك، تجـذبه قلوبنـا، لكي يمـلأها نـوراً وفرحـاً فتصيـر سـماءً حقيقيـة، يرتـاح اللـه فيهـا..!!
- اخوتـي الأحبـاء، دعـونا إذن، فيمـا تبقى لنا مـن وقـت، في زمان غربتنـا، وفيما لدينـا من وقـت تحـت تصرفنـا، أن ندخـل إلـى مغـارة قلوبنـا، إلى حيـث يريـد المسـيح المتواضـع، أن يسـكن. دعـونا أيضـاً، ألاَّ ننظـر وراءنــا، بل أن نتبـع الحكمـة التي تليـق بنـا، جاعليـن قلوبنـا مـذوداً للمسيح، خبز الحيـاة!
هكـذا سـتحتفـل قلـوبنـا، بعـيـد ميـلادهـا الحقيقـي، حـيـن
يسـكنهـا اللـه، ويسـتقـر فيهـا بحنـانـه ولطـفـه، الآن وإلـى الأبد. آمــيــــن.
دير القديس جاورجيوس الحرف