اهلا تقوم فوق المكان الذي ولِد فيه السيّد المسيح اليوم كنيسة إسمها كنيسة المهد في بيت لحم وهي كنيسة تابعة للروم الأرثوذكس في الأراضي المقدّسة بُنيت بأمر من الامبراطور قسطنطين وبإشراف أمّه الملكة هيلانة في سنة ٣٢٦ م . وفي سنة ٥٢٩ م عقدت إتفاقيات بين طائفة الروم الأرثوذكس والطوائف الأخرى بتبادل الصلوات في كنائسهم مُقابل الصلاة في كنيسة المهد والجدير بالذكر أنَّ الكنيسة تحوي أَماكن للطوائف الشرقية المُختلفة مثل السريان الأرثوذكس والأقباط الأرثوذكس والأرمن الأرثوذكس وغيرها وتلاحظ أنها كنائس أرثوذكسية شرقيّة. وقد دخلت كنيسة المهد سنة ٢٠١٢ م قائمة مواقع التُراث العالمي. في العام ٥٢٩م ثار السامريّين بقيادة " بن سبار " ضد البيزنطيين ودمّروا الكنيسة وبعد ٦ سنوات من هذا الحدث تم إعادة بناء الكنيسة للمرة الثانية على يد الإمبراطور البيزنطي يوستينيانوس بدعوة ومُبادرة من القدّيس سابا الغيور على المُقَدَّسات المسيحيّة وتغير أسمها وأصبح كنيسة المهد وتمّ تغيير شكل الكنيسة من الشكل المثمن دون رواق في البناء الأول إلي باسيلكا بشكل صليب ذات ثلاث حنيات إضافة إلي النرتكس في البناء الثاني. في العام ٦١٤ م غزو الفُرس للمنطقة تم هدم الكنائس في الأرض المقدسة ما عدا كنيسة المهد التي سلمت وذلك بسبب وجود قطعة من الفسيفساء على جدران الواجهة الغربية من المدخل والمرسوم عليها صورة تمثل المجوس ملوك المشرق بزيهم الفارسي التقليدي وهم يقدمون السجود والهدايا للطفل المولود يسوع وهو في المِذْوَد، فبإحترامهم لمُلوكِهم وكرامة لأسلافهم لم يدمروا الكنيسة وسمحوا ببقائها لكنهم قاموا بإضهاد الرهبان والكهنة الموجودين فيها لذلك تعتبر هذه الكنيسة الباسيليكا أقدم كنيسة قائمة لم تُدَمَّر ولم تنقطِع فيها الصّلوات في الأرض المقدسة. في العام ٦٣٨ م إحتل المُسْلمين الأراضي المقدسة تم عقد مُعاهدة ما بين المسيحيّين والمُسْلِمين بالمُعاهدة العمرية المعروفة التي تمت ما بين بطريرك المله الملكية – بطريرك الروم الأرثوذكس – بالقدس البطريرك صفرونيوس والخليفة عمر بن الخطاب. ثم أتوا الأمويّون والعباسيّون ولم تُمَسْ الكنيسة باي سوء . أما في عهد الخليفة الحاكم بأمر الله الفاطمي في العام ١٠٠٩م فقد قام بهدم معظم المزارات المسيحية المُقدَّسة وبلغَ الذي هَدَمَهُ ٣٠ ألف كنيسة مسيحية في أرض خلافته ولكنه إستثنى كنيسة المهد من الهدم وذلك نظراً لما ورد عن زيارة وصلاة الخليفة عمر بن الخطاب في الكنيسة الحنية الجنوبية . في العام ١٠٩٩م إحتل الصليبيين الأراضي المُقدّسة وسيطروا على البلاد فهيمنوا على إدارة الكنيسة رغبة منهم في تأسيس المملكة اللاتينية في القدس . وفي يوم عيد الميلاد من سنة ١١٠١ مملكة في فلسطين (وأصبحت القدس عاصمتها) ، كأول ملك صليبي . وزين الصليبيون الكنيسة بالفسيفساء والرخام ، وسلمت الكنيسة الى رعاية الآباء الفرنسيسكان سنة ١٣٤٧ م ، الذين أجروا فيها الإصلاحات اللازمة في سنة ١٤٨٠ م ولكن إنهارت آمالهم بإحتلال صلاح الدين الأيوبى للأراضي المقدسة وتصدّيه لهم وقد سلمت الكنيسة في عهد صلاح الدين. حاول المماليك مراراً هدم كنيسة المهد في القرن ١٣ وكان أشهرهم الظاهر بيبرس الذي لم يستطع ذلك بفعل آيات وعجائب حدثت كما جاء ذكرها في تاريخ تقليد كنيسة الروم الأرثوذكس. في العام ١٥١٧ م إحتلَّ العثمانيين الأتراك الأراضي المُقدّسة. نال الروم الأرثوذكس امتيازات أوسع على الكنيسة ، فرمّموها سنة ١٦٧٠ م ، ثمَّ حصلَ أيضاً الأرمن الأرثوذكس على حقوق في كنيسة المهد ، كما حصل الأقباط الأرثوذكس على حقوق الصلاة فيها في عَشِيَّة عيد الميلاد ويوم العيد . وقد رُمِّمَت الكنيسة للمرة الأخيرة سنة ١٨٤٢ م . كنيسة المهد اليوم تحيط بجدران كنيسة المهد ثلاثة أديرة : دير الفرنسيسكان - دير الروم الأرثوذكس - دير الأرمن الأرثوذكس . مدخل الكنيسة صغير جداً ، ولذا يُسمّى أحياناً "باب الإتضاع" ، وعتبة البوابة اليوستنيانية مرئية فوق القوس الصليبي ، وفى سنة ١٥٠٠ م ضيقت البوابة لمنع دخول خيل الجنود الى الكنيسة.
دير القديس جاورجيوس الحرف
