اهلا-جولات خالد نابلسي

ما أن تصل قرية يالو المهجرة حتى يسحرك مبنى بركتها وجمالها فتسارع الخطى لتلمس قناطرها وأقواسها ، وتتجول في أرجائها ، هذه بئر دائرية واخرى مربعة ، هناك عين اخرى وبركة ماء ، وتلك بقايا بيوت دمرت وجرفت وعلى التلة بقايا قلعة ضخمة ، والكثير الكثير من أشجار التين والتوت ، الخروب والرمان واللوز وشجرة جميز ضخمة ومغر استخدمت حظائر .
يالو قرية عربية فلسطينية من قرى الرملة حتى 1948 ، فتحولت لقضاء رام الله حتى 1967 ، تقع قربها دير ايوب وبيت نوبا وعمواس ، شمال غرب القدس بحوالي 28 كم ، و13 كم شمال شرق الرملة ، تأسست فوق بقايا أيالون الكنعانية والتي تعني البلاطة وخلال الايام حذف اولها واخرها فبقي الاسم يالو ، وألوس الرومانية ، وقد ذكرت في رسائل العمارنة منذ القرن الـ 14 قبل الميلاد ، وتقع على سفوح جبال القدس الغربية على ارتفاع 320 م فوق سطح البحر على مساحة حوالي 75 دونما ، كانت تكثر فيها العيون والآبار منها : بير الجبار ، بير حيبا ، بصة عباس ، بير الطويل ، عين الدباكة ، عين الجنان ، عين العقد, عين عبد الحميد علي, عين عليان جراح, بصة نهاد. ،
ومن البئر الشرقية - بير البيار - حفر نفق ارضي مغطى بالحجارة والتراب ينقل الماء الى الشرق حتى مبنى الأقواس وما زال صامدا في غاية الجمال وكان مكونا من طابقين العلوي يظهر انه كان بركة والسفلي مكون من ثلاث قناطر تحمل السقف وما فوقه ، وغرب القرية توجد بئر الجبار وهي بئر نبع تخرج الماء بانبوب الى الشمال منه ويصب في بركة جميلة بعمق متر وطول 3 * 3 م وحولها مكان جميل للجلوس والراحة ، ونشاهد طريقا مرصوفا بالحجارة يبدو انه الطريق القديم بين يافا والقدس .
كان في القرية الكثير من بيوت الحجر وعدة دكاكين ومسجدان عمري قديم وآخر جديد نسبيا ، ومدرستان وبعض الاثار كقلعة قديمة بناها الصليبيون سنة 1133 لحراسة طريق يافا القدس وقد دمرها القائد صلاح الدين الايوبي سنة 1187 وبقي منها اسس الجانب الغربي .
اعتاش غالبية سكان يالو على الزراعة في اراضي بلغت حوالي 15 الف دونم ، مثل الزيتون ، والحبوب والخضروات والفواكه ورعاية المواشي والوظائف الحكومية كالجيش والشرطة .
وتم احتلال القرية في 6 / 6 / 1967 وكان عدد سكانها في ذلك الوقت حوالي 2500 نسمة تم تخييرهم بين القتل او الهجرة ، فآثروا الهجرة ودمرت بيوتها بأمر من يتسحاق ربين ( الحمائمي ) الذي أصدر قرارا بتدمير بيوت الثلاث قرى يالو ونوبا وعمواس ، وفي مفاوضات ما بعد النكسة 67 أصر موشيه ديان على عدم ارجاع السكان الى قراهم لكون المنطقة أمنية من الدرجة الأولى وعودة سكانها تعيد القصف على المدن اليهودية المقابلة خاصة مطار بن غوريون .
من العائلات التي سكنت يالو : إبراهيم ، زياد ، الخضور ، الرب ، رباح ، سعيد ، حماد ، عكارة ، الشعيبي ، الشيخ ، ضيف الله ، عودة ، عثمان ، مصطفى علي ، الملاح ، نصار ، وكان في القرية مختارات في ذات الوقت واخر المخاتير كان : عيسى نمر الرب والعبد صالح .