اهلا- جورج مناريوس كلمة انجيل تاتي من اللغة اليونانية Ευαγγέλιο اي البشارة المفرحة او الخبر السار. عاشت الكنيسة الاولى في القرن الاول من يقارب الثلاثون عام من دون انجيل مكتوب، من المعنى لكلمة انجيل نعرف السبب؟ استعمال المضامين بموجب بند 27 أ لقانون الحقوق الأدبية لسنة 2007، يرجى ارسال ملاحظات لـ ahlanweb@gmail.com
افانجليون باللغة اليونانية اي البشارة او الخبر السار. ،حيث كانت اللغة اليونانية هي لغة الثقافة بجانب اللاتينية في القرن الاول، لكن إستخدمت اليونانية في الدوائر الاكاديمية والثقافية لارتباطها بكتابات المؤرخين والفلاسفة الإغريق.
بحسب ما نقرا في سفر اعمال الرسل الذي كتبه القديس لوقا في عام 67م، "مُسَبِّحِينَ اللهَ، وَلَهُمْ نِعْمَةٌ لَدَى جَمِيعِ الشَّعْبِ. وَكَانَ الرَّبُّ كُلَّ يَوْمٍ يَضُمُّ إِلَى الْكَنِيسَةِ الَّذِينَ يَخْلُصُونَ." (أع 2: 47). "وانضم في ذلك اليوم نحو ثلاثة آلاف نفس "( 2: 67).
اذا كيف انضم كل يوم الاف الناس للمسيحية من غير كتاب مقدس؟
الجواب لسببين :
السبب الاول هو ان الرسل انفسهم كانوا يعلمون الشعب مما راوه من يسوع المسيح وقصة حياته ويعلمونهم بالخبر السار ( قيامة المسيح من الاموات)، البشارة وهي الخبر السار ان المسيح قد غلب الموت ولم يعد للاخير سلطان على اولئك الذين يامنون باسم المسيح، يعلمونهم بالبشارة ( بالخبر السار) اي يبشروهم.
فكان الرسل يجيبون الارض من بلد الى بلد مخبريبن كل من قبلهم بالبشارة السارة، حيث انهم كانوا يحفظوا كل هذه الامور التي راوها من يسوع المسيح. فكما قال يوحنا البشير : " الذي كان من البدء، الذي سمعناه، الذي رأيناه بعيوننا، الذي شاهدناه، ولمسته أيدينا ، من جهة كلمة الحياة. فإن الحياة أظهرت، وقد رأينا ونشهد ونخبركم بالحياة الأبدية التي كانت عند الآب وأظهرت لنا الذي رأيناه وسمعناه نخبركم به، لكي يكون لكم أيضا شركة معنا" ( رسالة معلمنا يوحنا الاصحاح الاول)
السبب الثاني : هو انشغال التلاميذ في البشارة ( نقل الخبر السار) الى جميع اليهودية والسامرة الى حلول الروح القدس يوم الخماسين ( خماسين يوم بعد القيامة ) "وَأَمَّا الْمُعَزِّي، الرُّوحُ الْقُدُسُ، الَّذِي سَيُرْسِلُهُ الآبُ بِاسْمِي، فَهُوَ يُعَلِّمُكُمْ كُلَّ شَيْءٍ، وَيُذَكِّرُكُمْ بِكُلِّ مَا قُلْتُهُ لَكُمْ." (يو 14: 26).
وبعد حلول الروح القدس على المجتمعين يوم الخماسين كان يضم الاف يوميا للكنيسة عن طريق التلاميذ، وعندما كبرت الكنيسة وبعد انضمام شاؤول الطرسوسي" القديس بولس" .
بدا الرسل في نقل الخبر السار او التبشير خارج اوروشليم واليهودية والسامرة. ولان الرسل هم من عاشر السيد المسيح وهم شهودا على جميع اعماله واقواله فكانوا يبشرون الاخرين مستخدمين ذاكرتهم.
ولحفظ جميع ما كلمنا به يسوع المسيح طلب تلاميذ الرسل منهم ان يكتب انجيله ( بشارته المفرحة) عن ما شهد وراى من معجزات وتعاليم يسوع المسيح، فنحن نعلم من كتابات القدّيس بوليكاربوس أسقف سميرنا ان كل من القديس اغناطيوس الانطاكي والقديس بابياس تلاميذ يوحنا البشر طلبو منه كتابت روايته عن حياة يسوع الذي يعرف بانجيل معلمنا يوحنا البشير.
وهذا يعرف بالتسليم الكنسي الرسولي والتقليد الذي هو اقدم من الكتاب المقدس نفسه، فلولا التسليم الرسولي المقدس لما وصلتنا الاناجيل كما نعرفها الان.
اغلب الاناجيل كتبت قبل سقوط اورشليم وتدميرها كليا بيد تيطس سنة 70م، اول من كتب هو القديس مرقس حوالي 55م، بعده القديس متى حوالي 65م، بعده القديس لوقا الذي كتب اعمال الرسل ايضا و كان انجيله عبارة عن جزئين الاول حياة المسيح ( البشارة ) و الثاني حياة الكنيسة ( اعمال الرسل ) 67م ، بينما القديس بولس كتب كل الرسائل بين 45م - 57م. اخيرا كتب القديس يوحنا انجيله في 92م تقريبا و سفر الرؤيا بعده بسنتين. كان الانجيل كاملا قبل المئة عام الاولى من المسيحية. جميع الاناجيل كتبت باليونانية الا انجيل معلمنا متى كتب بالعبرية القديمة لانه كتبه لبني اسرائيل.
قبل مجمع نيقية الاول في عام 325م كان هناك اكثر من انجيل وكانت كل كنيسة تحتوي على انجيلها الخاص، وبطلب من الإمبراطور قسطنطين الأول تم وضع الانجيل اي البشارة والعهد القديم مع بعض بالصورة التي نعرفها حاليا.
فمثلا هناك " كتاب يعقوب الرسول الاولي" ، وكتاب " اعمال القديس بطرس " وكتاب " انحيل نقوديموس" وكتاب " انجيل مريم المجدلية" وكتاب " طفولة يسوع لتوما" وجميعها في من القرن الثاني.
فقرر المجمع ان هذه كتب " غير قانونية" " ابوكرفيا". وقسمت الكتب الغير قانونية لثلاثة اقسام:
القسم الاول، كتب لا تحتوي هرطقات ولكنها لم تكتب من قبل احد الرسل، ككتاب " يعقوب الرسول الاولي " يجوز قرائتها لكونها تراث مسيحي ويعمل ببعض ما جاء فيها لكونها تراث . مثلا اسم والدي العذراء وقصة اصعاد جسدها لم يتم ذكرهم في الانجيل لكننا نعرف هذه الامور من هذا الكتاب، وقصة استشهاد بطرس الرسول نعرفها من كتاب " اعمال بطرس".
القسم الثاني، كتب لا تحتوي هرطقات لكنها لم تكتب في القرن الاول ولا اهمية تذكر لما جاء فيها مثل كتاب " طفولة يسوع لتوما".
القسم الثالث ، وكتب لا يجوز قرائتها لانها تحتوي هرطقات ككتاب " انجيل مريم المجدلية".
هناك اكثر من 5520 مخطوطة كاملة باللغة اليونانية تعود لمئة عام بعد قيامة المسيح للاناجيل التي اعتمدت من قبل المجتمعين في نيقية، نسخت عن الاناجيل التي كتبت بيد الرسل انفسهم باللغة اليونانية، الذين عاشوا الحدث و نقلوه كل منهم من زاوية مختلفة و كل منهم كتب لامم مختلفة.
علميا اذا اخذنا قرب المدة الزمنية التي كتبت فيها مخطوطات الاناجيل الاولى للحدث و عدد المخطوطات المتوفرة بين يدينا و تطابقها بعضه مع البعض و اذا قارناها بالانجيل الذي بين يدينا اليوم تكون نسبة صحة ودقة الانجيل هي 100 %.
فالمخطوطات الاولى تعود لاربعين عام من قيامة المسيح لذلك قال بولس الرسول في رسالته لاهل كورنثيوس تقريبا عشرين عام بعد قيامة المسيح :
"فَإِنَّنِي سَلَّمْتُ إِلَيْكُمْ فِي الأَوَّلِ مَا قَبِلْتُهُ أَنَا أَيْضًا: أَنَّ الْمَسِيحَ مَاتَ مِنْ أَجْلِ خَطَايَانَا حَسَبَ الْكُتُبِ،وَأَنَّهُ دُفِنَ، وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ،وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلاثْنَيْ عَشَرَ.
وَبَعْدَ ذلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ، أَكْثَرُهُمْ بَاق إِلَى الآنَ. وَلكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا."
وهنا من الواضح ان بولس الرسول يقول لاهل كورنثيوس :
اذا انتم لا تصدقون كلامي الذي ابشركم به ان المسيح صلب و قبر ثم قام، فهناك شهود على القيامة بعضهم الى الان حي من الممكن ان تسالوهم.