X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

عرس غنوا مع بيات في حيفا

admin - 2025-01-26 21:21:49
facebook_link

اهلا- تقرير الاعلامي نايف خوري


قدمت جوقة بيات للأعمال الفنية أمسية من أجمل الأمسيات الفنية التي شهدها مجتمعنا، تحت عنوان: "غنوا مع بيات" كانت عرسا فنيا وسهرة طربية وتحديثا بالإخراج لم تشهده صالات ولا قاعات الفنون في بلادنا. فقد احتفلت الجوقة بهذا العرس في قاعة الأوديتوريوم الكبرى على جبل الكرمل في حيفا، مفتتحة سلسلة عروض ستقدمها في الجليل، بقيادة والد العريس الموسيقي درويش درويش (أبو سالم).


وبدأ أعضاء الجوقة يظهرون على المسرح، ولكنهم جلسوا على حافة المنصة، ووجوههم إلى الجمهور، وهم يرتدون ثيابا عادية كأنهم في مهمة لخدمة العرس.. وفي الخلف جلس العازفون الموسيقيون مع كامل عدّتهم وآلاتهم، ووقف المايسترو الموسيقي درويش، أمام الجمهور وقال، أرجو أن تنتبهوا إلى حركات يدي، فعندما أشير لكم نبدأ الغناء، وعندما أجمع يدي تتوقفون، وعندما أرفع يدي يعلو صوتكم، فلنفرح كلنا بالمشاركة. وبدأت تظهر على شاشة كبيرة كلمات الأغاني التي يصدح بها المغنون، بل كل فرد منهم مطرب، فكيف يكون الأمر عندما تجتمع أصواتهم العذبة معًا؟ لم يكتفوا بجلوسهم على المنصة، فأخذوا يصفقون ويشيرون إلى الجمهور أن يبدأ بالتصفيق، ويشجعون الجميع على الغناء معهم.. فسمعت إحدى الفتيات، وكانت جالسة بجانبي أنها تغني، وزوجتي من الجانب الآخر تشارك في الغناء، وكذا الذين في سائر الأماكن حتى أصبحنا نسمع القاعة بصوت واحد تشدو وتغني وتصفق، وتتبع إشارات وإرشادات المايسترو الموسيقي والمخرج الفني والمبدع درويش..

دام هذا الوضع نحو ساعتين ونصف.. فقد تعب المغنون، أعضاء الجوقة، من الصعود والنزول والرقص والتصفيق بين المقاعد وممرات القاعة، فرأيتهم يتصببون عرقا وطربا وفرحا وهم يطيرون سعادة وابتهاجا، وحالة من التسامي الروحي الذي لم يفعلوه من قبل.. فهذا المطرب المغني يتمايل ويصفق، وتلك المطربة المغنية ترقص بغنج وجمال قدها، وتحاول أن يعلو صوتها فوق أصوات الجمهور.. لأن هذا الجمهور أصبح واحدا مع الجوقة.. جوقة واحدة تتألف من أكثر من ألف شخص وألف حنجرة تصدح وتغني، وألف مطرب وألف مطربة.. لا يهم أن يكون صوتك جميلا، أم لا، أو أن تتبع السلم الموسيقي، لكن بالغناء الجماعي تذوب الفواصل، وتغيب النقاط وإشارات المقامات الموسيقية.. ورأيت معظم من في القاعة المليئة بالمحتفلين بالعرس يقفون ويرقصون ويصفقون ويغنون..
اكتنف القاعة جو من السحر والانفعال والاندماج والانغماس في حالة الطرب.. ولم يشعر أحد بأنه لا يتقن الغناء، أو أن صوته نشاز بعض الشيء أو كليا، ولم يتأخر عن التصفيق، والدخول في حالة الهيصة والفرح والمرح، فانساب الجميع مع النهر المتدفق طربا، والجارف بالأحاسيس والمشاعر.. هذه هي أوضاع التطبيق لمشاركة الجمهور بالعمل الفني..
أنا شخصيا جربت هذه الحالة وعملتها في بلدة الرامة سنة 1975، عندما أخرجت مسرحية في مركز الأحداث، وجعلت الممثلين ينزلون عن المنصة ليتجولوا بين الجمهور وهم يؤدون أدوارهم بمشاركة الجمهور، الذي تفاعل واندمج وتجاوب مع الممثلين. وقد كسرت الحائط الرابع الذي يفصل المنصة عن الجمهور بهذه المحاولة التي لم تكن مألوفة في المسرح العربي. ويشعر الجمهور بمتعتين في هذه الحالة، كما جرى مع بيات، المتعة الأولى أن يتمتع الجمهور بالغناء مع الجوقة، والمتعة الثانية أنه يمارس شخصيا الغناء بأدائه الخاص الذي يمتعه ويطربه مباشرة.
لقد شهد الغناء العربي من قبل عدة مظاهر من الغناء الجماعي، فقد قدم الفنان حبيب شحادة أمسيات اندمجت فيها الموسيقى مع الغناء بمشاركة فعالة من الجمهور، وبإشرافه، وكذا أمسيات عديدة في صالات الغناء في سوريا ومصر والأردن، وكان أشهرها الحفلات التي قادها أمين بودشار، في الغناء الجماعي بين الجمهور بمرافقة الموسيقى، وقدم أمين أجهزة الهاتف واللابتوب مع كلمات الأغاني فعزفت الموسيقى الألحان فقط، والجمهور غنى غناء جماعيا.. لأن الغناء الجماعي يهدف إلى توفير فضاء حرّ للفنانين، ويتيح لهم مساحةً للتجريب والخلق والبحث، وعرض أشكال بديلة في مجال المسرح والفنون. هذا الفضاء يتحدى التابوهات المجتمعيّة والفنيّة ويشكّل حالة فنيّة متجدّدة، تعتمد على التعاون والدّعم المشترك.
أما في هذه الليلة مع جوقة بيات، فقد اختلطت الجوقة بالجمهور واندمجا معا واتحدا وتقمص الواحد منهما روح الآخر، وغنى الجمهور مع الجوقة وغنت الجوقة مع الجمهور، بتناسق جميل جدا، بمصاحبة الموسيقى الرائعة التي عزفت ألحان الأغاني، وبقيادة الفنان درويش كمايسترو ومخرج ومبادر، لما هو حديث ومتجدد في الغناء الجماعي والغناء عامة. كما طرح درويش مجالا للتنسيق والانخراط في متعة الفن وسمو المشاعر. ولا شك بأن العروض القادمة للجوقة ستثبت أن طريقة الغناء الجماعي بمشاركة المغنين والجمهور هي أفضل طريقة لإخراج الجمهور في فضاء مشاكله ومتاعبه إلى فضاءات ربما كان يحلم بها، وها هو يحققها الآن..
وشعرت بفيض المشاعر وغمرة المحبة والتطريب، وانتبهت إلى أن الجو العام اكتنف ذهني وقلبي، فدليت بدلوي مع الجمهور وصفقت طويلا، وتمايلت فرحا ونشوة.. وحييت درويش والمغنين جميعا، ولورنس خميسة شخصيا..
واعتقد أن متابعي الفنون الغنائية والموسيقية سيلقون الأضواء الأكثر وضوحا على هذه الأمسية الفريدة، ويقيّمون العمل بما يليق ويستحق.
حيفا في 26.1.2025



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو