اهلا- الصحة العالمية جدري القرود يتحول إلى وباء… تهديد صحي يستدعي التأهب دولياً
منذ انتشار جدري القرود، وهو يسجل اصابات مرتفعة في كل مرة، ومنذ العام 2022 حتى اليوم باتت الأخبار حول هذا المرض تتكرر من فترة الى أخرى. ولا تزال منظمة الصحة العالمية تبقي التحذير من جدري القرود عند أعلى مستوى، فقد أعلنت أنها قررت إبقاء حالة التأهب القصوى من الوباء مع ارتفاع عدد الاصابات والدول المتضررة. وعلى الرغم من أنّ هذا المرض لم يصنف بالوباء سابقاً، إلا أنّ منظمة الصحة العالمية لجأت هذه المرة الى اعلانه كوباء.
حسب مصدر من مكتب منظمة الصحة العالمية لـ “لبنان الكبير” فإنّ “التقارير تشير إلى أن وباء جدري القرود، الذي يعتبر من الأمراض الفيروسية النادرة، قد شهد زيادة ملحوظة في عدد الحالات المسجلة، ما أثار قلقاً دولياً بشأن قدرة الأنظمة الصحية على مواجهة هذا التحدي. وقد أوضحت منظمة الصحة العالمية أن الأسباب التي دفعتها الى الإبقاء على حالة التأهب القصوى تتضمن:
زيادة عدد الاصابات، فقد شهد العديد من الدول ارتفاعاً في حالات الاصابة بفيروس جدري القرود، ما يهدد سلامة المجتمعات ويضع ضغوطاً إضافية على المؤسسات الصحية.
الامتداد الجغرافي للمرض، اذ لم يعد محصوراً في مناطق محددة، بل انتشر إلى دول جديدة، ما يزيد من تعقيد جهود الاستجابة.
أعمال العنف في شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، اذ تعوق النزاعات المسلحة والاضطرابات الأمنية في بعض المناطق، مثل شرق جمهورية الكونغو الديموقراطية، جهود الاستجابة للوباء. فقد أدت هذه الظروف إلى صعوبة الوصول إلى المجتمعات المتضررة وتقديم الرعاية الصحية اللازمة.
نقص التمويل بسبب مواجهة العاملين في مجال الصحة تحديات إضافية بسبب نقص التمويل اللازم لمواجهة الوباء وتوفير الرعاية الصحية الكافية للمتضررين”.
وأضاف: “تعتبر منظمة الصحة العالمية أن التعاون الدولي والتضامن بين الدول أمران حيويان في محاربة هذا التهديد الصحي، بحيث دعت الدول الأعضاء إلى تعزيز جهودها في البحث عن اللقاحات والعلاجات، وكذلك إلى توفير الدعم المالي والفني للدول الأكثر تضرراً”.
أما أعراض فيروس جدري القرود فتشمل: الحمى، الصداع، تضخم العقد اللمفاوية، آلام في الظهر والعضلات، وهن شديد في الجسم، وذلك في الأيام الخمسة الاولى. وخلال فترة الاصابة، يبدأ الطفح على الوجه في غالبية الأحيان ومن ثم ينتشر إلى أجزاء أخرى من الجسم، ويكون وقعه أشد على الوجه واليدين والقدمين. ويتطور الطفح إلى حويصلات وبثرات، قد يلزمها 3 أسابيع لكي تختفي تماماً.
تتراوح الفترة الفاصلة بين مرحلة الاصابة بالعدوى ومرحلة ظهور الأعراض بين 6 و16 يوماً، أمّا الأعراض فتدوم لفترة تتراوح بين 14 و21 يوماً.
ولا أدوية بعد لهذا الفيروس ولا لقاح متاحاً حتى الآن، ولكن يتعافى معظم المرضى منه في غضون أسابيع قليلة. وثبت في الماضي أن التطعيم ضد الجدري ناجع بنسبة 85% في الوقاية من جدري القرود.
ومنذ أشهر قليلة، أعلنت منظمة الصحة العالمية إضافة لقاح جدري القرود الذي تنتجه شركة “بافاريان نورديك” إلى قائمة التأهيل المسبق (ما يعني أنّه آمن وفعال) ليكون أول لقاح من هذا النوع توافق عليه المنظمة لاحتواء انتشار المرض في الدول الافريقية.
ويساعد هذا التأهيل المسبق الدول النامية، في الحصول على اللقاح، خصوصاً أنّ غالبيتها لا تملك التكنولوجيا والموارد اللازمة لإجراء فحوص على سلامة اللقاحات وفاعليتها.