اهلا
شجرة الأربعين
.....................
تتنوّع المقامات بين ضريح وصخرة وعين ومغارة وشجرة ومجموعة أشجار وبناء، وشجرة العشرة هي مجموعة من أشجار السّنديان العتيقة الضّخمة، توجد على ظهر جبل الكرمل، جنوب شرق جامعة حيفا بنحو نصف كيلومتر، وما بقاء هذه الاشجار والحفاظ عليها إلّا بسبب تقديسها، فقد آمَن سكّان المنطقة ان اربعين رجلًا صالحًا يجتمعون هنا ليلة واحدة في السّنة، ولا احد غيرهم يعلم بالموعد، حيث يتحدّثون عن أحداث العالم ومشاكله ومستقبله.
لهذا أقيم منذ زمن بعيد مذبح تقدّم عليه القرابين وتوفى النّذور، وقد اندثر هذا المذبح في سنوات خلت.
والعدد (40) يتكرّر كثيرًا في الدّيانات، فاعتُبِر مقدّسًا، فتذكر التوراة ان السّماء امطرت اربعين يومًا بلا انقطاع في ايّام نوح، امّا بنو إسرائيل فقد تاهوا في الصّحراء اربعين سنة، وفي المسيحيّة صعد السّيّد المسيح إلى السّماء بعد القيامة باربعين يومًا، وتقام صلاة خاصّة في ذكرى الأربعين لوفاة ايّ شخص، وفي الإسلام نزل الوحي على الرّسول (ص) وهو في سنّ الاربعين، وفي المذهب التّوحيدي يُعتَبَر سنّ الأربعين سنّ البلوغ العقلي وتَحمُّل المسؤوليّة، فلا يُفتَح مجال التّعمّق في علوم الدّين لمن هو دون الأربعين .
وعودة إلى موقعنا، هنا توجد أشجار سنديان عتيقة وأشجار زيتون، وبئر ماء تسمّى (بئر الخريّبه)، ربّما تصغير لكلمة خربة، عمقها خمسة امتار، في وسط ساحة واسعة، يبدو انّها مكان تجمّع واحتفالات الزوّار.
من هنا، من اطراف الحرش، يوجد مطل رائع على سهل عكّا حتّى الناقورة، وعلى قمم الجليل الاعلى وسفوح وهضاب الجليل الغربي، وفي ايّام صافية تُرى ثلوج جبل الشّيخ.
الوصول إلى هنا سهل، فبعد جامعة حيفا باتجاه عسفيا، ننحرف يسارًا، لنصل إلى الموقع حيث توجد لافتة تدلّ عليه.