اهلا
تقع في سهل صغير شرقيّ تلّ عريمه في النّاحية الشّماليّة الغربيّة لبحيرة طبريّا التي هي بحر الجليل، في موقع يسمّى الطّابغة، وأغلب الظّنّ انّ الاسم تحريف للاسم اليوناني (هيپتا پيچون) ومعناه الينابيع السّبعة، (وبالمناسبة، هناك محميّة في رودوس تحمل هذا الاسم).
أقيمت الكنيسة لأوّل مرّة سنة 350م، لذكرى معجزة إطعام الجموع بخمسة ارغفة وسمكتين، والتي قام بها السّيّد المسيح، وكان الآكِلون خمسة آلاف رجل، عدا النّساء والاولاد، وبقي اثنتا عشرة قفّة ممتلئة، هذا ما جاء في إنجيل متّى 14، ( ويروي متّى عن اعجوبة ثانية مشابهة، وفيها كان عدد الرّجال أربعة آلاف، وعدد الارغفة سبعة وبعض سمكات صغار، وبقي سبع سلال ممتلئة).
في أواخر القرن الرّابع زارت المكان الحاجّة إيچيريا التي كتبت أنّها شاهدت بقايا كنيسة، وهذا يدلّ انّها لم تكن قائمة، فربّما كان خرابها بزلزال عنيف سنة 365 .
جدّد البيزنطيّون بناءها سنة 450م، وزيّنوا ارضيّتها بالفسيفساء من تصميم البطريرك الاورشليمي مارثينوس الذي تمّ تخليد اسمه في كتابةٍ على يسار المذبح، وظهرت في فسيفساء الناحية الشماليّة الشّرقيّة طيور وحيوانات محلّيّة، بينما في الناحية الجنوبيّة طيور ونباتات من وادي النّيل كذلك مقياس النّيل الذي يسمّى نيلومتر. وقرب الصّخرة المقدّسة التي بني فوقها المذبح فسيفساء تظهر فيه سلّة خبز محاطة بسمكتين. دمّر الفرس الكنيسة سنة 614م. ومرّ الزّمن فتراكم التّراب فوق الموقع إلى ان جاء راهب اسمه كارچه سنة 1911 وكشف عن الفسيفساء، لكنّه غطّاه خوفًا من السّلطات التي لم تمنحه ترخيصًا بالتّنقيب.
وفي العام 1932 كشفها الألمانيّان مادر وشنايدر، ولاحقًا في 1982 أقيمت الكنيسة الجديدة التي صمّمها المهندس الپولندي أوسيب (يوسف) كلارفاين، وأبعادها 25×19، ندخلها عبر ساحة محاطة ببناء مربّعة، تتوسّطها شجرة زيتون تظلّل نافورة تتألّف من سب سمكات تتدفّق المياه من افواهها إلى بركة تسبح فيها بعض سمكات ملوّنات.
في الساحة الخارجيّة حجارة معصرة زيتون مصنوعة من حجر البازلت الاسود، وجرن معموديّة مصنوع من الحجر الجيري، من الفترة البيزنطيّة.
في الثامن عشر من حزيران 2015 قام شبّان يهود متديّنون متطرّفون بإشعال النّار في مدخل الكنيسة فأصابها ضرر لحق بالسّاحة الدّاخليّة والغرف المحيطة، فأغلقت الكنيسة عشرين شهرًا ليتم ترميمها وفتحها للجمهور من جديد في الثاني عشر من شباط 2017.