
















اهلا ترامب وزيلنسكي ومختصر العلاقه بين الاخضر والاصفر ! بقلم : عيسى صوف
لا يحسن علم قراءة السلوك ولا علم السياسه من لم يربط بين المشاده التي حدثت بين ترامب وزيلنسكي في أول لقاء بينهما في البيت الأبيض ، والذي حاول فيه ترامب أن يضغط على زيلينسكي لوقف الحرب مع روسيا ، وكان يتوقع أن يقف زيلينسكي مطأطأ رأسه بالطاعه الكامله للأمر ، لكن زيلينسكي ورغم قبوله بمبدأ وقف الحرب إلا أنه أراد يوضح بعض النقاط التي تعيق ذلك لترامب ، وما كان من ترامب إلا أنه صرخ في وجهه قائلا : ماذا تظن نفسك ؟ لا يوجد بيدك اي ورقة من أوراق القوه ، فعلى ماذا تعتمد في هذه الحرب !!
هذه العبارات الثلاثه هي التي تشكل عقلية ترامب في إدارة الأمور والحروب والصفقات والسياسات !!
والعوده الى علاقة ترامب بحماس ، وبالرغم من كل ما نسمعه من اسطوانة الإرهاب والارهابيين ، إلا أنه كثيرا ما ابدا إعجابه بإدارة حماس للمفاوضات وبالتأكيد في الغرف المغلقه ابدا إعجابه بمقاتليها وإصرارهم على الانتصار !! بعيدا عن قطر وغيرها !!
وهذا الاعجاب ليس اعتباطيا بل لأنه يعلم تماما أن حماس كفكره وكنهج مقاوم لا يمكنه أن يسحق بالقنابل الذكيه ولا حتى بالقنابل النوويه ، وهو يفهم تماما أن حماس كفكرة مقاومه تعيش في نفوس الاغلبيه العظمى من الفلسطينيين ، وعزز ذلك لديه استطلاعات الرأي الاسرائيليه عن فلسطينيي الضفه الغربيه أن ٧٠٪ منهم يؤيدون حماس ، فقد كان الهدف من ذلك أن تخلق اسرائيل مبررا لما ستفعله بالضفه الغربيه ، إلا أن ادارة ترامب فهمتها بطريقه مختلفه !
أضف إلى ذلك قوة حماس الاقتصاديه وطريقة إدارتها للمال الحركي وكيفية استثماره في المقاومه ، فالاستخبارات الامريكيه تعلم تماما أن كل ما يشاع عن أن قادة حماس يعيشون ببذخ وفنادق وغير ذلك ما هو إلا ( بروبوغندا ) اسرائيليه لشيطنة حماس لا اكثر ولا اقل !
كل هذه النقاط التي ذكرناها وغيرها تشكل حزمة كبيرة وقويه من نقاط القوه لدي حماس أمام ترامب ، وهذا ما يجعله يميل لعقد اتفاقات معها ، وقد يفضلها على فتح والسلطه !
وهذا يدفعنا للقول أن لا تستغربوا أن ظهر علينا ترامب يوما ما ليعلن انا عن مفاوضات مع حماس لتتولى إدارة السلطه الفلسطينيه في الضفه وما تبقى من غزه !!
أما السلطه الفلسطينيه وبالرغم من الضغط العربي على ترامب وتحديدا ( المصري والسعودي والإماراتية ) وبالرغم من التصريحات الفلسطينيه الدائمة بتنفيذ تعليمات أمريكيا واسرائيل وأوروبا بالحرف الا ان ترامب ليس متشجعا للعمل معها كما هو متشجعا للعمل مع حماس !!
بقي أن نذكر الجميع بأن حماس وفتح خطان متوازيان لا يمكن لهما أن يلتقيا ابدا ، لا فكريا ولا ثوريا ولا سياسيا ولا عقائديا !!
فحماس غير مستعده لا اليوم ولا بعد الف سنه أن توقع على اتفاق سلام نهائي دولي مع اسرائيل ، لانها ببساطه لا تعترف بوجودها من أصله ، وهي ترى في نفسها أنها ستبقى تطور من قدراتها وإمكانياتها حتى تتمكن من سحقها يوما ما ، وما هي مستعده لعقده مع اسرائيل هو فقط اتفاق هدنه طويله او تهدئه محدوده حتى تستعيد حماس عافيتها العسكريه والاداريه فقط !
أما فتح فنهجها وميثاقها وسياستها مبنيه على أن اسرائيل دوله قائمه يستحيل هزيمتها ، ونحن اعترفنا بها ، ويجب عليها أن تعترف بنا حتى ولو على ١٠٪ من مساحة الضفه الغربيه ، ومع ذلك فإن اسرائيل ما تزال مصره على الرفض ، وكل هذا يجعل ترامب يرى أن السلطه وفتح لا تمتلكان أي أوراق قوه يمكنهما أن يساعدها على تحقيق أهدافها أو أحلامها مع اسرائيل !
فلتتوقفوا عن اجترار المطالبه بالمصالحه الوطنيه ، والشراكه الوطنيه ، والوحده الوطنيه !!