















اهلا
وبعد إذ انتهت انتخابات لجنة المتابعة ومقاطعة حزب الدكتور منصور عباس للانتخابات، وبعد زوبعة الدستور التي آثاروها قبيل الانتخابات بأيام، فإنني أود الإشارة بل والتأكيد على أن مسألة الدستور كانت دائمًا حاضرة في نهجهم إما تلاعبًا به وإما طعنًا فيه.
فقبل 30 سنة وتحديدًا في العام 1995 ويوم كانت الحركة/الإسلامية حركة واحدة وموحدة، فإنهم ومن أجل ضمان ذهابهم للمشاركة في انتخابات الكنيست الإسـ/ـرائيلي، ورغم وجود أكثرية ساحقة بعدم المشاركة، فقد تلاعبوا بالدستور وزادوا عدد أعضاء مجلس الشورى والمؤتمر العام بتبريرات مضحكة، ويومها واليوم كان النقب هو الشماعة التي يعلّقون عليها أسباب تلاعبهم، وكان هذا التلاعب الذي تكرّر في العام 1996 والذي كان هو القشّة التي قصمت ظهر البعير وحصول الانقسام في الحركة/الإسلامية.
وإذا كان الجميع يعلم ويفهم أن مواقف منصور الحالية هي بالتنسيق مع نفتالي بينت لضمان دخوله إلى ائتلاف حكومي معه،
فإن ما حصل في العام 1996 كان بتنسيق آخرين مع شمعون بيرس، فلم يكن عجبًا يومها أنهم استخدموا مكبرات الصوت في المساجد لدعوة الناس للخروج والتصويت لشمعون بيرس.
وكذلك مكبرات الصوت على السيارات كانت تنادي وتقول بأصوات نشطائهم "صوّت لبيرس والسلام" حيث صوروا أن شمعون بيرس ثعلب السياسة الإسرائـ/ـيلية أنه الرجل الذي سيصنع السلام.
وحصل هذا التلاعب لاحقًا بتغيير دستور الحركة/الإسلامية لضمان استمرار منصور عباس في رئاسة القائمة لأن الدستور ينصّ على غير ذلك (اقرأوا ما كتبه معاذ نجل الشيخ عبد الله نمر درويش رحمه الله في تعقيبه على بيان منصور عباس يوم أمس السبت).
وفعلوها مرة ثالثة بتعديل دستور حركتهم ليتلاءم مع متطلبات ضمان فوز الشيخ صفوت فريج برئاسة الحركة على منافسه الشيخ محمد سلامه حسن من المشهد، وهذا ما يعرفه كلهم وهو ما كان سببًا في اتّخاذ الشيخ محمد سلامة أبو علي قراره بالابتعاد والتنحي جانبًا ومن معه عن مؤسسات حركة منصور عباس.
كنت أود ألّا أفتح وأنبش صفحات الماضي، لكن الإصرار على هذا النهج والتمادي فيه قد أوهم أصحابه أنهم معصومون وأنهم الأصفياء الأنقياء، وقد جعلوا الحركة/الإسلامية وتاريخها الناصع أضحوكة ومادة للتندر والطعن.
إنني أكتب عن هذه السلوكيات لأنني كنت بحمد الله واحدًا من بين ثلاثة عشر هم إدارة الحركة/الإسلامية منذ 1984 وحتى الانقسام في العام 1996، يوم كان بعد صبيان ومهرّجو إعلام منصور عباس لم يولدوا بعد، ولعلّ منهم من كانوا من منتسبي الأحزاب الصهيونية ثم "تابوا توبة نصوحًا".
إن ما حصل لاحقًا بحظر الحركة/الإسلامية التي كان يرأسها الشيخ رائد صلاح وكنت نائبه يوم 17/11/2015 والتي تمر ذكراها العاشرة يوم غد الإثنين حيث منعنا من الانتساب إلى هذا الاسم، بينما ورث هذا الاسم الشريف منصور وهو يعبث به ويشوهه ويسيء إليه.
كان موقفنا دائمًا وما يزال أن انتخاب أعضاء ورئيس لجنة المتابعة يجب أن يكون انتخابًا مباشرًا من كل أبناء الداخل الفلسـ/ـطيني وليس وفق الآلية التي جرت بها الانتخابات يوم أمس، لكن بعض مركبات لجنة المتابعة اعترضت على ذلك.
لم أشارك يومًا في حياتي في انتخابات الكنيست الإسـ/ـرائيلي ولن أفعلها ما حييت.
نحن إلى الفرج أقرب فأبشروا.