 
   
















 اهلا- جورج مناريوس الظلمة والزلزال اللذين حدثا اثناء الصلب بحسب المؤرخين الذين شهدوا على الحدث من القرن الاول الميلادي.
جاء في الكتاب المقدس في انجيل معلمنا متى البشير وانجيل معلمنا لوقا البشير وانجيل معلمنا مرقس البشير، عن لحظة موت يسوع المسيح في الجسد على الصليب. حيث اظلمت الارض وحدث زلزال عظيم شهدته المنطقة. " وَمِنَ السَّاعَةِ السَّادِسَةِ كَانَتْ ظُلْمَةٌ عَلَى كُلِّ الأَرْضِ إِلَى السَّاعَةِ التَّاسِعَةِ. فصرخ يسوع بصوت عظيم وأسلم الروح . واذا حجاب الهيكل انشق الى اثنين من فوق الى اسفل والارض تزلزلت والصخور تشققت ” (مت 50,45:27) 
بالطبع حدث كهذا لا بد ان يترك اثره في نفوس الناس الذين عاشروا الحدث لمئات السنين، ولا بد من انه تم تناقله من خلال العامة ومن توثيق المؤرخين له من القرن الاول. 
وذلك لان حدث عظيم كهذا لا بد ان تتناقله الاجيال و يترك اثر في الثقافة والوعي العام لكل من عاشره او سمع عنه لمئات السنين. 
 فبحسب المصادر اليهودية والمسيحية والوثنية التي عاصرت تلك الحقبة، وبعد بحث دقيق، تمكنت بنعمة ربنا من الوصول الى شهادات المؤرخين المعروفين من تلك الحقبة، من اباء الكنيسة الاوائل ومن المؤرخين اليهود والوثنين في القرن الاول .
جميعهم كتبوا عن الظلمة والهزة الارضية الكبيرة التي حصلت في الثالث من ابريل من السنة 19 لحكم طيبيريوس قيصر . مع العلم ان طيبيريوس قيصر حكم ما بين الفترة 14م- 37م، وفي سنة حكمه ال 19 والذي يوافق سنة 33 م ، 3, ابريل عبري يوم الفصح العظيم بحسب التقويم العبري في تلك الايام. وهو اليوم الذي صلب فيه يسوع بحسب الكتاب المقدس، مما يؤكد ما ورد في الكتاب المقدس. 
يقول المؤرخين ان الزلزال الذي دمر اورشليم سبب خرابا ايضا بالميناء الرئيسي لمحافظة " ميغار ا" باليونان من شدته، وبأن ظلمة فظيعة هبطت على كل العالم. 
 وبحسب ما كتب المـؤرخ تالوس (ثالوس) وهو مؤرخ سامري من القرن الاول 55م : " الهزة الكبيرة التي ضربت الارض كانت في سنة 19 من حكم القيصر طيبيريوس في يوم الفصح العظيم " 
أيضا يذكر ثالوس فى مجلده الثالث من سلسلة مجلداته التاريخية : "غطى الظلام العالم بأكمله، و الصخور تشققت بفعل زلزال، و العديد من الأماكن فى اليهودية ومناطق أخرى طرحوا و أندثروا بفعل الزلزال" . [1] و هو ما أستشهد به يوليوس أفريكانوس فى كتاباته . و هذا يؤكد على حدوث أمر غير معتاد أثناء صلب السيد المسيح ، حتى أنها تركت أثر فى نفوس غير المؤمنين أمثال ثالوس
وقد ذكر القديس ديوناسيوس الآريوباغي 98م الذي كان موجود في زمن المسيح، وقد ذكره القديس لوقا في اعمال الرسل لانه استلم الوديعة من بولس الرسول : "وَلكِنَّ أُنَاسًا الْتَصَقُوا بِهِ وَآمَنُوا، مِنْهُمْ دِيُونِيسِيُوسُ الأَرِيُوبَاغِيُّ، وَامْرَأَةٌ اسْمُهَا دَامَرِسُ وَآخَرُونَ مَعَهُمَا." (أع 17: 34). يقول هذا القديس عن الظلمة والهزة الارضية في ذلك الزمان : " أنه حين حدث ظلمة وزلزلة عظيمة وقت صلب السيد المسيح كنت ادرس فى جامعة هليوبوليس" [2]
اما جوزيفيوس فلافيوس Josephus Flavius יוסף בן מתתיהו 37 - 97م المؤرخ اليهودي الذي كتب بالتفصيل الممل عن تاريخ المنطقة في عشرين مجلدا . حيث سجل قصة حياة المسيح وتعاليمه ، ومعجزاته ، وقصة صلبه بالتفصيل ، بأمر من بيلاطس البنطي " بحسب ادعائه" . ثم أشار ايضا الى ظهور المسيح لتلاميذه حيا في اليوم الثالث. وتعرف هذه الكتابات بالشهادة الڤلاڤية. 
كتب جوزيفيوس ايضا عن الزلازل الذي حدث قائلا : 
" حدثت زلزلة عظيمة، تشققت الصخور وسادت ظلمة على الأماكن فى اليهودية ومناطق أخرى " [3]
وايضا كورنيليوس تاسيوس (55م) ، مؤرخ روماني وثني، يعتبر من أعظم مؤرخي روما القديمة . سجل قصة صليب المسيح بالتفصيل في مجلداته التي وصل عددها الى الثمانية عشر مجلدا. ومن ضمن ما كتب ذكره انه سادت ظلمة على الارض و زلزلة عظيمة. [4] 
[1] "يوليوس الإفريقي " يوليوس أفريكانوس . 160-240 م كتاب " تاريخ العالم " عام 220 م. 
[2]من شهادة ذيونيسيوس الكورنثي (117م) في رسالته الثانية إلى أهل أثينا.
[3] Antiquities of the Jews. Flavius Josephus. 91
[4] The Annals of Tacitus, Edited With Introduction and Notes.Creative Media Partners, LLC