X أغلق
X أغلق
الطقس
° - °
ترشيحا
° - °
معليا
° - °
بئر السبع
° - °
رام الله
° - °
عكا
° - °
يافا
° - °
القدس
° - °
حيفا
° - °
الناصرة
اسعار العملات
دولار امريكي
3.445
جنيه استرليني
4.1949
ين ياباني 100
2.5079
اليورو
3.6240
دولار استرالي
2.3021
دولار كندي
2.5184
كرون دينيماركي
0.4872
كرون نرويجي
0.3437
راوند افريقي
0.1994
كرون سويدي
0.3316
فرنك سويسري
3.6639
دينار اردني
4.8531
ليرة لبناني 10
0.0228
جنيه مصري
0.1398
اعلانات يد ثانية
تصفح مجلدات وكتب
الاستفتاء
مواقع صديقة

التسليم و التقليد الرسولي ما هو التسليم او التقليد ؟

admin - 2023-02-09 15:19:41
facebook_link

اهلا- جورج مناريوس

التسليم و التقليد الرسولي

ما هو التسليم او التقليد ؟

كلمة تسليم اتت في اللغة اليونانية في الكتاب المقدس من فعل (اسلم) ( to hand over) " Παραδοσις Paradosis" الذي يعني حرفيا فاعلية النقل والإرسال بعيدا من يد إلى يد، ومن فم إلى فم، والتسليم المباشر من شخص لآخر. أما موضوع هذا النقل فيمكن أن يكون كلمات قيلت وأعمالا شوهدت وعوائد عمل بها.

وهكذا نجد أن الكلمة اليونانية والتي ترجمت إلى العربية بكلمة تقليد، لا تعني تقليد الأقدمين أي مجاراتهم ومحاكاتهم، بل هو الاستلام منهم بالتسلسل الوديعة التي سلمت اليهم. على هذا الأساس تصبح كلمة “تسليم” أصح وأقرب بكثير إلى المعنى الأساسي من كلمة تقليد.

و في الاغلب تستعمل في اللغة العربية كلمة تقليد بدلا من تسليم وهي ترجمة غير دقيقة للكلمة ليونانية التي تحمل المعنى الأساسي الذي هو (التسليم).

التسليم هو الطريقة التي فهم به اباء الكنيسة في القرن المسيحي الاول المعروفين بالاباء المدافعين عن الايمان The Apologetics معنى الإنجيل، وتفاصيل العقيدة، وهولاء الاباء كانوا أكثر شرحا للإيمان والعقيدة من الآباء الرسوليين في الكتاب المقدس وذلك بسبب نوعية الاشخاص الذين كتبوا لهم مثل الاباطرة الرومان و غيرهم من الفلاسفة لشرح الايمان المسيحي. فقد قاموا باستخدام تعبيرات لاهوتية توضح العقيدة والإيمان مثل تعبيرات التجسد والثالوث ونور من نور وولادة الكلمة من العقل وواحد مع الآب في الجوهر ومساوي للآب في الجوهر ومن نفس جوهر الآب، وقد سلموها لنا بل وشرحوها من خلال كتابتهم التي وصلت الينا مثل الرسالة ال دوجينتوس و دفاعات القديس يوستينوس الشهيد (100 إلى 165م)، وهي التعاليم التي استلموها من آبائهم الرسل الكرام الذين استلموا التعليم من المسيح نفسه وحافظوا عليه ونقلوه لنا عن طريق الكتاب المقدس و كتاب تعاليم الإثنى عشر رسولا " الديداخي" و كتاب قوانين الكنيسة الديسقولية.

يقول القديس أغناطيوس الأنطاكي 107م تلميذ بطرس الرسول عن هذا : ” أثبتوا إذا على تعاليم الرب والرسل. ثابروا على الاتحاد بإلهنا يسوع المسيح وبالأسقف وبوصايا الرسل “[1]

ويقول القديس يوستينوس " جوستنيان الشهيد " ابن مدينة نابلس عن التسليم ايضا : " لأنه كما آمن إبراهيم بصوت الله وحسب له ذلك برا، ونحن بنفس الطريقة آمنا بصوت الله الذي تحدث لنا بواسطة رسل المسيح وأعلن لنا بواسطة الأنبياء حتى الموت لأن إيماننا تبرأ بكل ما في العالم “ [2]

اما القديس أكليمنضس الروماني St. Clement of Rome اسقف روما الرابع 99م الذي هو تلميذ بولس الرسول والذي يقول عنه القديس إيريناؤس أنه ” رأى الرسل القديسين وتشاور معهم، كانت كرازتهم لا تزال تدوي في أذنيه، وتقليدهم ماثلًا قدام عينه" [3]: ” من أجلنا استلم الرسل الإنجيل من الرب يسوع المسيح ويسوع المسيح أرسل من الله (الآب) “ [ 4]

اذا إنه تسليم "ليس بحسب إنسان" (غل1: 11)، وليس من اختراع البشر، أو استحسان المفكرين واللاهوتيين. فقد قال المغبوط بولس في رسالته الاولى لأهل كورنثيوس : "فإنني سلَّمت إليكم في الأول ما قبلته أنا أيضًا" (1كو15: 3)، "لأنني تسلَّمت من الرب ما سلَّمتكم أيضًا" (1كو11: 23).

وقد أوصانا حبيبنا القديس بولس أن نحفظ هذا التسليم وان ونسلمها بأمانة للأجيال التالية : "فأمدحكم أيها الإخوة على أنكم تذكرونني في كل شيء، وتحفظون التعاليم التي سلّمتها إليكم" (1كو11: 2)، "فاثبتوا إذًا أيها الإخوة وتمسكوا بالتعاليم التي تعلمتموها، سواء كان بالكلام أم برسالتنا" (2تس2: 15).

والتسليم هو كل ما وصل الينا من الاباء الرسل وتلاميذهم اما عن طريق الكتابة او القول او الفعل، لا يقتصر على العهد الجديد بل ايضا نراه موجود في العهد القديم، وذلك دليل على ان التسليم كان معمولا به منذ البدء فهو لا يقتصر على العهد الجديد ، حيث يبدا تسليم التقليد بداية من ابينا ادم والدليل علي ذلك هو اننا نجد هابيل قدم قربان كما مذكور في سفر التكوين : " وَقَدَّمَ هَابِيلُ أَيْضًا مِنْ أَبْكَارِ غَنَمِهِ وَمِنْ سِمَانِهَا. فَنَظَرَ الرَّبُّ إِلَى هَابِيلَ وَقُرْبَانِهِ" ( تكوين 4: 4).

هابيل قدم القربان وهو ذبيحة حيوانية من الحيوانات الطاهرة وهي الغنم من الابكار و من الغنم الصحيحة فهي اسمانها، وكل هذا ينطبق عليه شروط الذبائح التي كتبت بعد ذلك بكثير في سفر اللاويين. و السؤال هو، من اين عرف هابيل فكرة القربان وهو ذبيحة دموية ؟ ومن اين عرف الشروط التي تنطبق علي هذه الذبيحة اي حيوان طاهر ومن الابكار وبلا عيب ؟
الاجابة الوحيدة ان هابيل تسلم ذلك بالتقليد الشفوي من ابيه ادم وادم تسلمها من الله قبل ان يكتب موسي الشريعة للذبائح والمحرقان بزمن طويل جدا.

وايضا نتابع نفس الامر ونجد ان نوح يعرف الفرق بين الحيوانات الطاهرة والغير طاهرة كما جاء في سفر التكوين ايضا : مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ الطَّاهِرَةِ تَأْخُذُ مَعَكَ سَبْعَةً سَبْعَةً ذَكَرًا وَأُنْثَى. وَمِنَ الْبَهَائِمِ الَّتِي لَيْسَتْ بِطَاهِرَةٍ اثْنَيْنِ: ذَكَرًا وَأُنْثَى.
( تكوين 7: 2)

وهنا من الواضح ان الله الآب لم يحتاج ان يشرح لنوح ما هي الحيوانات الطاهرة وما هي الحيوانات الغيرة طاهره وهي التي جاءت بالطبع فيما بعد ذلك بقرون طويلة في شريعة موسي في لاويين 11. وايضا نفس السؤال الذي يطرح نفسه مجددا هو ، من اين عرف نوح انواع الحيوانات ؟
الاجابه غالبا عرفها من التسليم من ادم الي شيث حتي وصل التسليم الي نوح فلما قال له الله خذ من الحيوانات الطاهره كان يعرف هو بالتسليم من التقليد ما هي هذه الحيوانات الطاهرة.

وايضا الذبائح التي قدمها ابونا ابراهيم علي المذابح التي اقامها كما نقراء في سفر التكوين : " ثُمَّ نَقَلَ مِنْ هُنَاكَ إِلَى الْجَبَلِ شَرْقِيَّ بَيْتِ إِيل وَنَصَبَ خَيْمَتَهُ. وَلَهُ بَيْتُ إِيلَ مِنَ الْمَغْرِبِ وَعَايُ مِنَ الْمَشْرِقِ. فَبَنَى هُنَاكَ مَذْبَحًا لِلرَّبِّ وَدَعَا بِاسْمِ الرَّبِّ." ( تكوين 12: 8 )

نفس الاجابة لنفس السوال ، فهو تسلم من اباؤه بنفس الطريقة التي فعلها نوح وهو ايضا تسلم من اباؤه هذا التقليد
وايضا خلال لقاء ابونا ابراهيم مع ملكي صادق في
سفر التكوين : " و ملكي صادق ملك شاليم اخرج خبزا و خمرا و كان كاهنا لله العلي، و باركه و قال مبارك ابرام من الله العلي مالك السماوات و الارض. و مبارك الله العلي الذي اسلم اعداءك في يدك فاعطاه عشرا من كل شيء "

ايضا من اين عرف ابراهيم الكهنوت المقبول وقبل بركة من ملكي صادق؟ وايضا من اين تعلم تقديم العشور وهذا اعترافا بالكهنوت؟ لانه كما قال بولس الرسول عن هذا بعد هذه الحادثة بثلاث الاف عام تقريبا : وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ بَنِي لاَوِي، الَّذِينَ يَأْخُذُونَ الْكَهَنُوتَ، فَلَهُمْ وَصِيَّةٌ أَنْ يُعَشِّرُوا الشَّعْبَ بِمُقْتَضَى النَّامُوسِ " ( عبرانين 5:7)، كل هذا لم يكن كتب بعد ولكن الاباء البطاركة في هذا الجيل كانوا يعرفوه جيدا من التقليد الذي يسلم من جيل الي جيل.

اذا من الواضح في العهد القديم و العهد الجديد ان التسليم هو ليس كل ما كتب في الكتاب المقدس بل ايضا هو كل التعليم الرسولي الذي تلقيناه من الرسل الكرام و اباء الكنيسة الاوائل كان :

- كتابة في الانجيل او الرسائل كما قال المغبوط بولس لأهل تسالونيكي :" فَاثْبُتُوا اذا أَيُّهَا الإِخْوَةُ وَتَمَسَّكُوا بِالتَّعَالِيمِ الَّتِي تَعَلَّمْتُمُوهَا، سَوَاءٌ كَانَ بِالْكَلاَمِ أَمْ بِرِسَالَتِنَا"( تسالونيكي 2: 15)
- وايضا جزء آخر منه شفهي : "لأني أرجو أن آتي إليكم وأتكلم فما لفم، لكي يكون فرحُنا كاملًا" (2يو12).
-وكجزء منه كان ترتيبات عملية "وأما الأمور الباقية فعندما أجيء أرتبها" (1كو11: 34).

وقد أوصى الكتاب المقدس الكنيسة أن تحفظ هذا التسليم، وتسلمه بأمانة وكفاءة للأجيال المتعاقبة من جيل الى جيل : "وما سمعته منى بشهود كثيرين، أَودِعه أُناسًا أُمناء، يكونون أكفاءً أن يُعلِّموا آخرين أيضًا" (2تي2: 2).

لقد فهم الآباء الرسل الكرام و خلفائهم من بعدهم الإنجيل بطريقة سليمة حسب قصد المسيح نفسه ونقلوه لنا بدورهم .
لكن ما الذي يضمن عدم تزييف التسليم الرسولي؟

قد يقول البعض أن الكنيسة مع طول الزمان قد تدخل آباؤها بآرائهم الخاصة في التفسير والتسليم، مما يؤدي حتما إلى تزييف التسليم الرسولي الحقيقي والأصيل، ويصير بذلك ما بين أيدينا من تقليد بعيدا روحا وموضوعا عما كان بين أيدي الرسل والآباء الأولين.

في الحقيقة أن الكنيسة منذ العصور المسيحية الاولى تعتمد منهجية لحفظ التسليم وهذا نراه واضحا في قول معلمنا بولس : "وما سمعته مني بشهود كثيرين" (2تي2: 2)، حيث لا تعتمد الكنيسة أي فكر، أو تفسير، أو اتجاه إلا عن طريق مجمع مقدس و بالإجماع على صحة التسليم على انه مطابق لتعليم يسوع المسيح نفسه، هناك قاعدة مستقرة أننا لا نأخذ بأي تقليد إلا إذا كان متوافقا مع الكتاب المقدس، ومع الإجماع الكنسي، والسياق العام لإيماننا القويم،ومصدره الآبائي الأصيل معروف و باجماع اباء الكنيسة على هذا التقليد او التسليم.

لذلك مع كثرة المخطوطات من الكنيسة الاولى والتي يفوق عددها العشرين الف مخطوطة و مع التطابق الكلي فيما بينها اصبح مما لا شك فيه ان ما لدينا من تسليم رسولي وآبائي للعقيدة هو ما تسلمه الآباء الرسل الكرام من يسوع المسيح نفسه، قد حافظت عليه الكنيسة بكل نقاوة وأمانة، وسلمته إلينا بكل دقة كابر من بعد كابر.

المراجع

-------------

[1] رسالة القديس أغناطيوس الأنطاكي إلى ماجنسيا 1:13
[2] St. Justin the Martyr Dialogue 76
[3] كتاب الآباء الرسوليين للبطريرك إلياس الرابع معوض 16
[4] رسالة القديس أكليمنضس الروماني الأولى 1:42



مواضيع متعلقة
اضف تعقيب

اسم المعلق : *
البلد :
البريد الالكتروني :
عنوان التعليق : *
التعليق الكامل :
تعقيبات الزوار
مواقع اخبار عبرية
مواقع اخبارية عربية
مواقع اقتصادية
مواقع رياضة
بنوك
راديو