اهلا سبيل قايتباي (القدس)
.............................
في داخل الحرم القدسي الشّريف الكثير من الأسبلة، مثل سبيل سليمان باشا وسبيل شعلان وسبيل البصيري وسبيل قاسم باشا وغيرها، ولعلّ سبيل قايتباي أفخمها وأجملها.
بّني لاوّل مرّة سنة 1455 في عهد السّلطان المملوكي الاشرف ابو النّصر سيف الدّين إينال، وبُنِي من جديد في سنة 1482 في عهد السّلطان الأشرف قايتباي الذي أعطاه اسمه وجعل جنوبه مسطبة للصّلاة، ثم في زمن العثمانيّؤن رمّم وجدّد سنة 1883 في عهد السّلطام عبد الحميد الثّاني.
يتكوّن السّبيل من ثلاث مراحل (طبقات)، الطّبقة الأولى بناء رباعيّ طول ضلعه خمسة امتار، له شبابيك مزيّنة بزخرف حديدي من الجنوب والغرب والشّمال، وله باب من الشّرق، في زواياه الاربع اعمذة اسطوانيّة مدمجة مع البناء وتزيّنها زخارف نباتيّة، ولها تيجان مقرنصة.
في اعلى الجدران وعلى الجهات الاربع نقش بخطّ الثّلث، هذا نصّه:
(بسم الله الرّحمن الرّحيم، إنّ الابرار يشربون من كأس كان مزاجها كافورا، عينًا يشرب بها عباد الله يفجّرونها تفجيرا، يوفون بالنّذر ويخافون يومًا شرّه مستطيرا، ويطعمون الطّعام على حبّه مسكينًا ويتيمًا وأسيرا، إنّما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاء ولا شكورا*. أنشأ هذا السّبيل المبارك مولانا الاشرف إينال ثمّ جدّده سلطان الإسلام والمسلمين وقامع الكفرة والمشركين، ناشر العدل في العالمين السّلطان الملك الاشرف ابو النّصر قايتباي اعزّ الله انصاره، في شهر شوّال المبارك سنة سبع وثمانية وثمانمائة، ثمّ جدّده الخليفة الأعظم والسّلطان المفخّم السّلطان الغازي عبد الحميد خان ابن السّلطان الغازي عبد المجيد خان من آل عثمان اعزّ الله ملكه، في شهر رجب سنة ثلاثمائة وألف ).
فوق هذه الطّبقة بزاء ثمانيّ مزخرف الزّوايا بهندسة جميلة.
والطّبقة العليا قبّة جميلة رائعة الشّكل، تزيّنها زخارف نباتيّة .
تحت المبنى صهريج ماء طوله ثمانية وعشرون مترًا، عرضه ستّة امتار وعمقه احد عشر مترًا ونصف.
يقع هذا السّبيل على بعد ثلاثين مترًا جنوب شرق باب القطّانين، بمحاذاة الدّرج الغربي للمسطبة العليا، وغربي القبّة النّحويّة.