اهلا
ويسمّى أيضًا مثلّث الكرمل، وهو ثلاث قرى متجاورة هي إجزم وعين غزال وجبع، وقد تعاونت مع بعضها ونشطت في مجالات عدّة، وكانت من القرى المؤسِّسة لجمعيّة تعاون القرى سنة 1924 وكان عدد هذه القرى في البداية ثلاث عشرة وانضمّت لاحقًا إحدى عشرة قرية أخرى، وفي بداية نشاطها أرسلت رسالة إلى وزير المستعمرات البريطاني تحتجّ فيه على وعد بلفور، وفي العام 1938 تشكّلت في هذه القرى جمعيّات لمحو الأمّيّة، وللرّياضة والإسعاف الاوّلي.
وفي العام 1948 اعتمدت على نفسها في مقاومة القوّات الإسرائيليّة، التي حاولت إثارة الرّعب كي يهرب السّكّان، ففي السّادس من شباط في ذلك العام شنّت القوّات المعادية هجومًا على أحد بيوت جبع، وهي الأقرب إلى الشّارع العام، ودمّرت محتوياته، لعلّ هذا يفيدهم في ترحيل السّكّان، وحين لم تنجح خطّتهم هاجموا حافلة ركّاب عرب من جبع، وذلك في الخامس من آذار، وفي الرّابع عشر من الشّهر ذاته شنّوا هجومًا على أربعة بيوت في عين غزال، حيث قُتِلت امراة وجُرِح خمسة رجال.
صمدت القرى، وفي العشرين من ايّار سيطر المدافِعون على الشّارع العام يافا-حيفا، وكان الرّدّ عنيفًا بقصف عين غزال، الأمر الذي ادّى إلى فتح الطّريق.
استمرّت محاولات ضرب القرى في حزيران وتمّوز، ولم يُحسَم الأمر إلّا في الخامس والعشرين من تمّوز بعد قصف القرى بعنف لم تعرفه من قبل، ليسقط خمسون شهيدًا، ويترك الأهل بيوتهم تحت القصف.
يذكر المؤرّخ بيني موريس أنّه تمّ إجبار شبّان على دفن 20-25 جثّة محروقة في مقبرة عين غزال، وتقول مصادر الجيش الإسرائيلي إن إحراق الجثث كان بسبب تعفّنها وخشية انتشار الأمراض.
ويقول مراقب الأمم المتّحدة الكونت برنادوت إنّه فد تمّ قتل تسعة قرويّين من عين غزال، بدم بارد، وإن تدمير جبع وعين غزال تجاوز كلّ الأعراف، وقال إنّ حكومة إسرائيل وعدته بإعادة إعمارها وإعادة سكّانها.
ويقول بن غوريون إنّ احتلال هذه القرى كان تطبيقًا لقرار مجلس الأمن 181، وهذه المنطقة ضمن حدود الدّولة اليهوديّة، ومن هنا جاء اسم العمليّة (الشّرطي)، وكأنّ هؤلاء السّكّان تمرّدوا على الدّولة فكان فرض النّظام من قِبَل الشّرطة.
ما بقي من القرى اليوم، مقبرة ومقام في عين غزال، مقبرة ومقام في جبع، امّا في إجزم التي تمّ إسكان يهود فيها تحت اسم كيرم مهرال، فقد بقي الجامع والمقبرة والمدرسة وعدد من البيوت.