اهلا- فوزي حنا صوبا
يقول مصطفى مراد الدّبّاغ إنّ الاسم قد يكون من كلمة (صوبيبا) الآراميّة التي تعني الحافّة، وهذا يذكّرنا باسم قلعة الصّبيبة.
في رسائل تلّ العمارنه، وفي توثيق حملات تحتموس الثالث، ورد اسم (روبوته) في ارض كنعان، واعتقد الباحثون أنّها صوبا، لكنّ الأبحاث الأثريّة لم تدلّ على ذلك.
تقع القرية المهجّرة غربي القدس، على قمّة ترتفع نحو 767م عن سطح البحر و30م عن المحيط القريب، فالموقع استراتيجي يشرف على مساحة واسعة من جبال ووديان وقرى ومدن المنطقة، خاصّةً على مداخل القدس الغربيّة، لذا وجد فيها الفرنجة مكانًا ملائمًا لبناء إحدى قلاعهم، واطلقوا عليها اسم (بلمونت) ومعناه الجبل الجميل. وكانت القلعة مركزيّة بين القسطل واكوابيلّا ودير عطاب واللطرون والنبي صموئيل.
احتلّها صلاح الدّين سنة 1191 وهدمها، وفي زمن العثمانيّين تمّ ترميمها واستعملها سكّان صوبا العرب، وفي ثورة الفلّاحين سنة 1834 حاصرها جيش ابراهيم باشا بعد ان تحصّن الثّوّار فيها، قصفها بالمدافع ممّا ادّى إلى تدميرها من جديد، ويستطيع الزّائر ان يرى ما بقي منها.
في العام 1948، في شهر نيسان، هاجمتهت القوّات الصّهيونيّة، كغيرها من قرى المنطقة، لكنّها صمدت في حين سقطت القرى الأخرى، وبقيت بيد اهلها المدافعين عنها والذين أخذت ذخيرتهم تقلّ دون مزوّد، حتّى 13 تمّوز حيث تمّ احتلالها وتهجير أهلها تحت القصف العنيف الذي استمرّ طول الليل.
كانت تسكنها أربع عائلات كبيرة، هي الفقيه ونصرالله ورمّان وجبران، وبلغ عددهم مجتمعين نحو 600 شخص.
بُنيت على ارضها قرية يهوديّة حملت اسم (تسوبا).
بين العام 2000 و2004 قامت بعثة من جامعة امريكيّة بتنقيبات اثريّة في محيط القرية وتمّ اكتشاف مغارة فيها إيقونات ونقوش مسيحيّة بيزنطيّة، تمجّد يوحنّا المعمدان المولود في الجارة عين كارم، وساد الاعتقاد أنّه تعبّد في هذه المغارة.
في محيط القرية أيضًا تمّ كشف قبور كنعانيّة من العصر البرونزي الأوسط، كذلك معاصر عنب وتحصينات رومانيّة-بيزنطيّة، وفي تلك الفترة كان اسم المكان (صبوئيم).
يستطيع الزّائر ان يرى اليوم العين النّفقيّة جنوب القرية، وعيون الانفاق ظاهرة منتشرة في تلك المنطقة، مثل عين الخندق وعين سطاف وعين العذراء مريم في عين كارم، وفي القرية ذاتها الازقّة وبقايا البيوت والقلعة التي من فوقها نطلّ على المحيط الجميل.