اهلا-فوزي حنا قارب چينوسار
......................
هو قارب صيد خشبيّ من الفترة الرّومانيّة، كان مطمورًا بالوحل لقرون، ومياه البحيرة فوقه، ، وفي العام 1986 نزل مستوى البحيرة نتيجة قلّة المطر لسنوات متتالية، وكان الأخوان يوڤال وموشيه لوفان من كيبوتس چينوسار، اللذان كانا يهويان للبحث عن آثار قديمة، يبحثان في الشاطئ، مستغلّين انخفاض منسوب المياه، وجدا كمّيّة من النّقود المعدنيّة البيزنطيّة والإسلاميّة المبكّرة، الأمر الذي شجّعهما على الاستمرار، فظهرت مجموعة من المسامير المعدنيّة على ابعاد ثابتة، الأمر الذي شجّعهما أكثر، ليكتشفا قطعًا خشبيّة، فعرفا انّهما أمام اكتشاف مثير، إنّه قارب، تمّ استدعاء خبراء، فأقاموا سدًّا هلاليًّا حول الموقع لمنع المياه من تغطيته، تبيّن لهم ان القارب يغوص، ليس فقط في الوحل بل هناك مياه جوفيّة كثيرة تحيطه، وجب ضخّها إلى البحيرة.
أشرف على التنقيب شيلي ڤاسرمان وكورت راڤيه، استمرّ العمل 24 ساعة يوميًّا بلا توقّف، وكي يكون العمل والاستنتاج أكثر نجاعةً، تمّ استدعاء الخبير الامريكي الپروفسور ديك ستيفي.
وبعد أحد عشر يومًا ظهر القارب بأكمله، وكان الخشب مشبعًا بالماء، وكان الخوف ان يتفتّت إذا جفّ في الشّمس، لذا تمّت تغطيته بطبقة عازلة من المواد الحافظة، ثمّ تمّ ضخّ المياه إلى المكان مجدّدًا لرفعه فوبها لإيصاله عائمًا إلى مقرّه في المتحف القريب الذي يبعد نحو 400 متر، وهناك تمّ رفعه من الماء بعناية فائقة إلى موقع تجفيفه ومعالجته، ثمّ تمّ سحب المياه من الخشب بطرق مستحدثة، وضخّ مادّة شمعيّة مكانها، واستمرّ العمل في ترميم القارب نحو 10 سنوات، تمّ بعدها عرضه للجمهور في غرفة خاصّة.
تمّ نقل عيّنة من الخشب إلى معهد وايزمان لفحص عمرها، وكانت النتيجة انّه من الفترة ما بين سنة 180ق.م. حتّى 80م، وهذا يدلّ أنّه كان في ايّام السّيّد المسيح، الذي تجوّل في تلك الفترة بين موانئ الصّيد ومنها چينيساريت.
وقد يكون هذا القارب قد استعمله السّيد المسيح.
يقول الخبراء إنّه مصنوع من 12 نوعًا من الخشب، هي الارز والصّنوبر والسّدر والزّعرور والصّفصاف والملّ والجمّيز والشّبرق والبطم والغار والخرّوب والدّلب، وعددها 12 نوعًا.
طول القارب 8.5م وهو معروض للجمهور في متحف بيت يچآل ألون قرب چينوسار، مقابل دفع رسوم.