اهلا

هو الاجمل والاكبر والاهمّ بين أبواب القدس، يتوسّط السّور الشّمالي، لذا دعاه بعضهم الباب الشّمالي، وسمّي باب الشّام او دمشق او نابلس لأنّ منه تخرج الطّرق شمالًا نحو الشّام، امّا تسميته (باب العمود) فلأنّ في ساحة الباب الرّوماني القديم كان عمود، (ظهر واضحًا في خريطة مادبا) حمل فوقه تمثال احد الأباطرة الرّومان وربّما يكون هدريانوس الذي في زمانه جُدّد بناء المدينة ودُعيت (إيليا كاپتولينا). ويقول مصطفى مراد الدّبّاغ إنّ التّسمية تعود لصفّين من الأعمدة على الجانبين.
في زمن الفرنجة سُمّي باب أستيفانوس (وجدير بالذّكر ان هذا احد أسماء باب الأسباط في السّور الشّرقي).

ولقربه من مغارة الكتّان العظيمة سُمّي أحيانًا باب المغارة.
الباب الحالي بُنيَ على انقاض الأبواب السّابقة، وهو من ايّام السّلطان العثماني سليمان القانوني، وقد خُلّد ذلك في نقش (ابعاده 180×60 سم)، جاء فيه:
أمر بإنشاء هذا السّور المبارك مولانا السّلطان الأعظم والخاقان المكرّم سلطان الرّوم والعرب والعجم سليمان خان خلّد الله ملكه وسلطانه في سنة اربع وأربعين وتسعماية. (تقابلها 1538م).
وبلغ عرض الباب مع البرجين 42م وارتفاع البرجين 17 م بدون الشرفات المسنّنة.
بنيت مداميكه الأولى من حجارة كانت مستعملة سابقًا في زمن الفرنجة والأيّوبيّين، امّا العليا فحجارة جديدة.
تقول بعض المصادر إنّ مصمّمه المهندس درويش الحلبي، بينما يعتقد الدكتور نظمي الجعبه أنّه قد يكون كبير المعماريّين آنذاك سنان باشا.
مَن يدخل منه ويخطو أمتارًا قليلة باتّجاه السّوق، يلاحظ وجود بلاط ملوّن مختلف على شكل نجمة، هذه النّجمة تشير إلى موقع العمود الأصلي في مستوى منخفض، سيأتي ذكره لاحقًا.
إلى الشرق من الباب الحالي وفي مستوى أكثر انخفاضًا نرى بابًا قديمًا هو الباب الأيسر بين ثلاثة، اكبرها اوسطها، أحاطهما برجان بارتفاع 12م، بقي قسم من البرج الشّرقي الأيسر، وقد تحوّل لاحقًا إلى معصرة زيتون، واليوم هو جزء من المتحف الذي فُتح في الموقع، بعد المعصرة ندخل ممرًّا فيه نماذج جميلة للبوّابات الحاليّة، وهي المغاربة والاسباط والسّاهرة والعمود والجديد والخليل وصهيون وباب الرّحمة المُغلَق، ثمّ إلى ساحة كانت نصف دائريّة يتوسّطها عمود (الذي اشارت له النّجمة المذكورة أعلاه)، وفي موقعه بني عمود معدني عليه ابعاد المدن، والتي تظهر بإضاءته، وهذه إشارة إلى أنّ هذا العمود شكّل نقطة الصّفر في قياس الابعاد مع المدن الأخرى.
ما زالت حجارة السّاحة الاصليّة في موقعها وعلى بعضها نقوش العاب استخدمها الجنود الرّومان.
من هذه السّاحة خرج شارعان رئيسيّان إلى جنوب المدينة احدهما عبر الوادي حيث سوق شارع الواد اليوم المؤدّي إلى باب المغاربة، وقد سمّي سابقًا وادي صانعي الجبن، والآخَر نحو جبل صهيون وهو الكاردو الرّئيسي حيث سوق خان الزّيت اليوم، وقد كشفت الحفريّات جزءًا منه في حارة شرف.