اهلا .............................
قلعة القدس، المنسوبة خطأً لداود،(حيث لا توجد اي علاقة بينها وبين الملك داود) تقع في مرتفع من المدينة يرتفع نحو 770م عن سطح البحر، وتجاور باب الخليل الحالي.
بنيت القلعة الحاليّة، على مساحة 5 دونمات، في ايّام السلطان العثماني سليمان القانوني، على انقاض قلاع وتحصينات سابقة، ابتداءً من الإغريقيّة فالرّومانيّة فالبيزنطيّة فالامويّة فالفرنجيّة والايّوبيّة فالمملوكيّة.
ربّما كان هيرودوس الكبير مَن اعطى للمكان اهمّيّته بان بنى أبراجًا استراتيجيّة لحماية قصره القريب الواقع في جهة الجنوب، تظهر بقايا احد الابراج في الزّاوية الشّماليّة الغربيّة المحاذية لباب الخليل.
بنى هيرودوس ابراجه على انقاض تحصينات إغريقيّة حشمونيّة، وسمّى أبراجه (هيپكوس وفصايل ومريم)، وهي أسماء صديقه وأخيه وزوجته، اعظمها فصايل الذي بلغ ارتفاعه 40 مترًا(للمقارنة، يبلغ ارتفاع البرج الحالي 26مترًا)، وقد اتّخذ هيرودوس منارة الإسكندريّة العظيمة، (التي اعتُبِرَت في ذلك الزّمن من اعظم الابنية في العالم)، نموذجًا لبناء هذا البرج.
بعد هيرودوس اتّخذ الجيش الرّوماني العاشر المكان مقرًّا له، وتشهد على ذلك نقوش وُجدت على قطع من الخزف.
قام البيزنطيّون بترميم الابراج وحوّلوا أكبرها إلى دير أطلقوا عليه (برج داود)، هذا الاسم الذي التصق بالمكان حتّى الآن.
بقي اسم البرج(برج النّبي داود) في الفترة الإسلاميّة حيث بنى الأمويّون القلعة من جديد، بعد ان تضرّرت كثيرًا في الاحتلال الفارسي سنة 614م.
امّا في زمن الفرنجة فقد بنوا هنا قلعة عظيمة حفروا حولها خندقًا من الشّمال والشّرق والجنوب، امّا من الغرب فالموقع محمي طوبوغرافيًّا بوادي الرّبابة.
في الفترة الأيّوبيّة بنى المعظّم عيسى البرج الأوسط، وعليه نقش يحمل تاريخ 616 هجريّة(وتقابلها 1220م).
امّا النّاصر داود فقد امر بهدمها سنة 1239 كي لا يستفيد منها الفرنجة لاحقًا.
وفي زمن المماليك بني مسجد ومئذنة على انقاض البرج الجنوبي، وذلك سنة 1310م.
ثمّ جاءت الفترة العثمانيّة فكانت الثالثة في عظمة البناء بعد هيرودوس والفرنجة، ففي النّصف الاوّل من القرن السّادس عشر، في ايّام السّلطان سليمان القانوني، بنى القلعة الجديدة وجعلها جزءًا من الأسوار، وتمّ ترميم المسجد المملوكي وبناء مئذنة جديدة، وتمّ بناء جسر فوق الخندق الشّرقي.
في اواخر القرن التّاسع عشر في عهد السّلطان عبد الحميد الثاني، تمّ هدم السّور ما بين القلعة وباب الخليل، استعدادًا لزيارة الإمبراطور الألماني ڤلهلم الثاني.
وفي العام 1917 (9كانون الاوّل) تسلّم القائد البريطاني المدينة من حاكمها، بعد حكم عثماني دام اربعة قرون.
حاول الانتداب البريطاني تحويل القلعة إلى متحف يروي تاريخ المدينة، لكن هذا التّخطيط لم يّنفّذ، إلى أن حقّقته دولة إسرائيل بعد احتلال المدينة في حزيران 1967.
بعد حرب 1948 وقعت القلعة على الحدود من النّاحية الاردنيّة، فصارت موقع مراقبة للقوّات الأردنيّة.
في حرب 1967 احتلّتها إسرائيل، وأقامت لاحقًا متحفًا يروي تاريخ القلعة والمدينة وسكّانه متعدّدي الدّيانات، ويحمل اسم (متحف برج داود).
إضافة إلى الآثار القديمة والمعروضات، هناك مطلّات رائعة من فوق الابراج.