اهلا-فوزي حنا
دير سان سيمون
( الطّالبيّة - القدس)
.........................
سان سيمون هو سمعان الشيخ الذي استقبل الطّفل يسوع في الهيكل، وتذكّر الرّؤيا بأنّه سيرى المسيح قبل أن تأتي ساعة رحيله، أحسّ ان الوحي يتحقّق، فقال فيما قال (كما ورد في إنجيل لوقا 2):
(الآن تُطْلِق عبدك يا سيّد .... لأنّ عينيّ قد أبصرتا خلاصك ... ).
الدّير يوناني أرثوذوكسي يعود إلى القرن التّاسع عشر، حيث اشترى اليونان الارثوذوكس هذه الأرض بواسطة الرّاهب (أبراميوس) في عهد البطريرك (كوريليوس)، ليبدأ البناء ويكتمل بعد أكثر من عقدين، ويدلّ على ذلك النّقش الذي يُظهر سنة البناء 1881.
في هذه الأثناء أجريت تنقيبات أثريّة كشفت عن مقبرة عائليّة من زمن الرّومان، يُعتَقد أنها لعائلة القديس سمعان، وأحد القبور تابع له، وساد الاعتقاد أن بيته كان هنا.
بني هذا الدّير على خرائب دير من زمن الفرنجة من القرن الثاني عشر، كان قد تساقط وانهارت سقوفه وجدرانه في زمن المماليك 1660.
في العام 1885 بنى البطريرك (جيراسيموس) مقرّه إلى جانب الدّير، جعل أحد أجنحته نزلًا للضّيوف، وفي العام 1943 كان بين النّزلاء الشّاعر اليهودي الرّوسي تشارنيخوڤسكي، الذي كان متزوّجًا من امرأة يونانيّة، وعاشقًا لحضارة اليونان، وبعد موته هنا لقي هجومًا وتجريحًا من اليهود المتديّنين المتشدّدين.
وهذا البيت مهمل، اليوم وآيل للسّقوط، لذا فقد تمّت إحاطته بجدار حديديّ لمنع الدّخول.
في العام 1948 كان الدّير هدفًا للهچاناه، بسبب موقعه الاستراتيجي، واحتلاله يعني الاستيلاء على حي القطمون، واستطاعوا بعد قصف كثيف الدّخول إليه والتّمترس فيه ليلة 28-29 نيسان، وفي اليوم التّالي فشلت القوّات العربيّة من استرجاعه، خاصّةً بعد أمر من البريچادير البريطاني (جونسون) بالانسحاب، كما جاء في مذكّرات (عبدالله التّلّ) الذي أبرق للملك عبدالله بالأمر، غجاء الرّدّ القاطع بأن الجيش العربي في فلسطين بأمر الإنچليز.
كان لاحتلال الدّير تأثير كبير على السّكّان، وكانوا من طبقة الأغنياء والمتعلّمين، ومنهم المربّي المعروف (خليل السّكاكيني).
بعد انتهاء الحرب عاد الدّير لأصحابه، ويقام فيه قدّاس احتفاليّ في ذكرى (سمعان الشّيخ) في 3 شباط الشّرقي، الواقع في 16 شباط الغربي.
بقي ان نذكر مصدر الاسم قطمون، فالتّفسير العربي من (قطم) بمعنى قطع، لوجود مقالع قديمة للحجارة، امّا التفسير اليوناني فمن (كاتا مونستريو) أي تحت الدّير.