
















 اهلا .......................... 
من أقدم جوامع المدينة، يقع على مقربة من حمّام الباشا والزّاوية الشّاذليّة، جنوب غرب جامع الأنوار، بانيه او مرمّمه الحاج المغربي مهدي الصّادقي، لذا تسمّيه بعض المصادر (جامع الصّادقي) كما سُجّل في الوثائق العثمانيّة، بني الجامع على انقاض جامع أقدم فوق أنقاض كنيسة القدّيسة ماري من زمن الفرنجة. 
أمّا اسم الزّيتونة فتيمّنًا بجامع الزّيتونة التّونسي الشّهير. 
نزل فيه ووعظ، في القرن التّايع عشر، علي نور الدّين اليشرطي، وكثُر تلاميذه ومريدوه، وذلك قبل انتقاله إلى ترشيحا التي فيها اقام اوّل زاوية شاذلية، ثمّ عاد إلى الجامع واقام زاويته بقربه، وحين توفّي دُفِن فيها، وما زالت الزّاوية تستقطب المريدين والزّوّار حتى يومنا هذا.
 
في زمن العثمانيّين كانت قاعة الجامع مقسومة إلى قسمين، غربيّة للصّلاة وشرقيّة للمفتي، ثمّ أزيل الجدار لاحقًا لتوسيع قاعة الصّلاة. 
في الفترة القصيرة التي كانت المدينة تحت حكم ابراهيم باشا المصري، تمّ تعيين حسين عبد الهادي حاكمًا للمدينة، فعمل على ترميم الجامع. وتوفّي سنة 1836، ودُفِن في ساحته، وما زال ضريحه موجودًا. 
مدخل الجامع جميل بزخرفته وأعمدته المجدولة الني تحمل فوقها ثلاث قناطر . 
له مئذنة قلميّة على الطّراز التّركي، وفي ساحته ميضأة يحميها سقف مدبّب. 
 على بوّابته نقش يشير إلى الصّادقي الذي بناه، في حين يدلّ النّقش فوق بابه على تاريخ البناء، فقد جاء في آخر بيتين من الشّعر من اصل اربعة: 
ومحمّد شادي القريض بعكّةٍ 
 أنشاه فارحمه (مدا) الأزمانِ 
زد واحدًا يبدو لديك مؤرّخًا 
 عمرت مساجد ربّنا الدّيّانِ 
 وما يهمّنا في هذا هو التّاريخ حسب الشّطر الأخير بعد كلمة مؤرّخًا، ففي حساب الجُمّْل، أي بترجمة الحروف إلى أعداد ينتج 1167، لكنّه سبق ذلك (زد واحدًا)، فتصير السّنة 1168 هجريّة والتي توافقها 1754/5 ميلاديّة، اي تحت حكم ظاهر العمر الزّيداني.